من صائغ أسطورة (الوفد القرشي) التي وردت في العقد والأغاني؟
ابن عبد ربه يرويها عن نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن ابن عباس. وأبو الفرج ينسخ الخبر من كتاب عبد الأعلى يحدثه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. . .
ابن عبد ربه أقدم من أبي الفرج؛ فقد ولد سنة ٢٤٦ وتوفي سنة ٣٢٨ في ذلك الإقليم النائي. وصاحب الأغاني ولد سنة ٢٨٤ وتوفي سنة ٣٥٦. فقد يكون صاحب العقد وقف على مصنف أسبق مما وقف عليه أبو الفرج، وربما اطلع هذا على مؤلف أثبت وإن تأخر وقته. فهل صاغها نعيم أو صائغ عزاها إليه أو زخرفها الكلبي، وإن كان سجعها يبدو بغدادياً لا كوفياً، وهل لشبل الكلبي. . . أعني ابنه هشاما يد فيها، وهل أودعها كتاب وفوده؟
نقص الخزانة العربية اليوم يصدنا أن نجيب جواباً مضبوطاً. فلعل بقيات مما نجا من الزمان والتتر والصليبيين والأسبان محرقي كتبنا ومغرقيها - يظهر فيخرجنا من ظلمات حالكات نحن فيها
ولا ضرر - وقد عرفنا ذرواً من أخبار ابن الكلبي - أن نعرف شيئاً عن أبيه الكلبي. وهذا بعض ما جاء في (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) ج٣ ص ٦١:
(قال الثوري: اتقوا الكلبي. فقيل: إنك تروي عنه. قال: أنا أعرف صدقه من كذبه. قال يحيى بن يعلي عن أبيه: كنت أختلف إلى الكلبي أقرأ عليه القرآن فسمعته يقول: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ؛ فأتيت آل. . . فتفلوا في فيّ فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: لا والله لا أروي عنك بعد هذا شيئاً، فتركته. قال يزيد بن زريع: حدثنا الكلبي وكان سبئياً. قال الأعمش: اتق هذه السبئية، فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذابين. قال ابن حبان: كان الكلبي سبئياً من أولئك الذين يقولون: إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا ويملأها عدلاً كما ملئت جورا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها. التبوذكي: سمعت الكلبي يقول: أنا سبئي. ابن معين: الكلبي ليس بثقة. وقال الجوزجاني: كذاب. وقال ابن حبان: