للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

حقيقة الفضاء:

عاد الأستاذ العقاد يناقشني فيما لم أقله، ويعرض عما قلته، ولو كان يستوعب (مصادره العلمية) جيداً لما كان مضطراً أن يجعل رده الأخير مقتصراً على الإشارة إلى محاضرة ألقاها العلامة إينشطين سنة ١٩٣٠ في جامعة نوتنجهام لكي يأخذ منها فقرة يظن أنه جبهني بها.

ليست هذه الفقرة محور المحاضرة وإنما جاءت في سياقها لأن إينشط

ين قالها قبلاً منذ أعلن نظريته النسبية سنة ١٩٠٢، وقالها بعد ذلك مراراً، وقالها آخرون قبله وبعده، وما هي خافية على أحد، وهي أن الأمواج الكهرطيسية مالئة الفضاء. ومنها أمواج الضوء الذي نراه وأمواج الراديو التي نحس بها. والكهرطيسية شئ مادي لا روحي؛ لأنها ذرات منحلة صادرة من الشمس والنجوم , وهي ما سموه ضوئيات (فوتونات). وهي التي سماها إينشطين وغيره من العلماء (مادة الفضاء).

وهذا ما قلته أنا مراراً. وفي هذه المجلة أيضاً قلته غير مرة. انظر صفحة ٢٤٤٤. فماذا الذي يرد عليه أستاذنا؟

لا أدري سوى أنه يريد أن يكون المتكلم الأخير في هذه المناقشة. فأنا أتعهد له منذ الآن أن هذه العجالة، هي كلمتي الأخيرة في موضوع وفيته حقه في جميع مقالاتي في هذه المجلة ولاسيما المقالة الأخيرة وفي كتابي النسبية. وله بعد ذلك أن يقول ما يشاء.

كل ما قلته في هذا الموضوع لا أنقص منه حرفاً. فأرجو من الأستاذ أن يستوعبه جيداً.

وأما قوله أن الفضاء نفسه هو مصدر تكوين المادة فهو فلسفته الخاصة لأننا لم نعلمه من سواه وإلا فليدلنا على من قاله.

الحقيقة الراهنة أن المادة أوجدت الفضاء. لولا المادة ما كان فضاء. (والمراد بالفضاء الحيز الذي تشغله المادة - هذه الملاحظة للقارئ الكريم).

أما الزمن أو (الوقت) فما هو إلا مقياس الحركة، أي حركة المادة. لولا حركة المادة لما كان وقت، وإلا فما معنى دقيقة وساعة ويوم وعام وقرن؟

بقي أن الأستاذ لم يقل لنا شيئاً عن فيثاغورس الذي أدخله في المناقشة عنوة ولماذا أدخله؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>