للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة النقد]

موسيقى الشعر

تأليف الدكتور إبراهيم أنيس

بقلم الأستاذ إبراهيم الوائلي

تفضل الأستاذ الدكتور إبراهيم أنيس أستاذ فقه اللغة بكلية دار العلوم فأهدى إليَّ نسخة من كتابه (موسيقى الشعر) وقد أخرجه أوائل هذا الصيف دارساً الأوزان الشعرية عند العرب ومقدار تعرض الباحثين لها مؤيداً تارة ومخالفاً تارة أخرى. وقد بنى بحثه على القواعد علم الأصوات وخصائص الحروف من حيث الجهر والهمس والشدة والرخاوة. وقد استأثر بآراء جديدة في التنافر وعيوب الشعر والأوزان الإضافية الزائدة، وابتداع تفاعيل جديدة.

والكتاب يتألف من أحد عشر فصلاً تنوعت إلى مواضيع مختلفة، وسنشير إلى الفصول ذات الأهمية، كما أننا سوف لا نكتم ما نجده من ملاحظات على هذه الفصول.

يتحدث الدكتور في الفصل الأول عن الإحساس الأدبي وعلاقته بالفطرة والتجارب المكتسبة، ثم أثر النعم في حفظ الشعر، وعن أبرز صفات الشعر وهي الموسيقى، وعن التجديد في هذه الموسيقى التي هي عبارة عن الوزن والقافية وينعى على الشعراء المتحدثين عدم تجديدهم في الأوزان ويعزز ذلك إلى البطء في تطور الأوزان وأن هذا البطء طبيعي (لأن الناس عادة لا يقبلون الطفرة في تطوير موسيقاهم أو أوزان شعرهم) ثم يضيف إلى هذا إهمال الإنشاد في عصرنا الحديث، وهذا الإهمال (أفقدنا إلى حد كبير تذوق الموسيقى الشعرية). هذا رأي سديد، ولكن لماذا لا نظيف إليه التزام شعر المناسبات: من مدح ورثاء وغيرها من الأوزان التي لا تزال آخذة بتلابيب كثيرة من الشعراء؟. وآية ذلك أن الشعراء الذين تحرروا من كلاسيكية المناسبات يجددون في أوزانهم وقوافيهم كما عند المهاجرين واللبنانيين وبعض العراقيين، وقد أشار الدكتور إلى هذا التجديد عند المهاجرين وذكر لهم بعض شواهد، ولكنه لا يريد أن يبقي ذلك مقصوراً عليهم بل يجب أن يشيع في البيئات العربية.

وفي الفصل الثاني يتحدث عن (الجرس في اللفظ الشعري). وأهم ما فيه تعرضه للتنافر

<<  <  ج:
ص:  >  >>