للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٥ - بديع الزمان الهمذاني]

للدكتور عبد الوهاب عزام

عقيدته

وكان سني الاعتقاد يكره المعتزلة ويلعنهم قال في ديوان متغزلا:

ذات جفون ضعفت ... كمذهب المعتزلة

وله قصيدة يرد فيها على الخوارزمي قوله في الصحابة. ومن هم اجل ذلك اتهم في نيسابور بميله عن العلويين، فبرأ نفسه وروى لهم من شعره في رثاء الحسين، فهو على حبه آل البيت لا يذهب مذهب الشيعة في الخلافة وما يتصل بها. يقول في الديوان:

يقولون لي لا تحب الوصي ... فقلت الثرى بفم الكاذب

أحب النبي وأهل النبي ... وأختص آل أبي طالب

وأعطي الصحابة حق الولاء ... وأجري على السنن الواجب

فأن كان نصبا ولاء الجميع ... فأني كما زعموا ناصبي

وان كان رفضا ولاء الوصي ... فلا يبرح الرفض من جانبي. الخ

في رسائله واحدة كتبها إلى بعض الوزراء يشكو من ظهور التشيع في هراة ويحذر ان يصيبها ما أصاب نيسابور وقم والكوفة: (ورجع صاحبي آنفا من هراة فذكر انه سمع في السوق صبيا ينشد ان محمداً وعلياً، لعنا تيماً وعدياً. فقلت ان العامة لو علمت معنى تيم وعدي، لكفتني شغل الشكاية، وولي النعمة شغل الكفاية، ويل أم هراة، أنصب الشيطان بها هذه الحبالة، وصرنا نشكو هذه الحالة. والله ما دخلت هذه الكلمة بلدة إلا صبت عليها الذلة، ونسخت عنها الملة، ولا رضي بها أهل بلدة إلا جعل الله الذل لباسهم، وألقى بينهم بأسهم. هذه نيسابور منذ فشت فيها هذه المقالة في خراب واضطراب الخ)

أدبه

قدمت في المقالات الماضية طرفا من سيرة الهمذاني وأخبار أسرته وأحوال عصره، وأبين الآن عن أدبه: نثره وشعره

كان أحمد بين الحسين الهمذاني أعجوبة في ذكائه وحفظه، فتيسر له علم واسع باللغة

<<  <  ج:
ص:  >  >>