يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم. . . . . .
- ٢١ -
وأقام لنكولن في الفندق ينتظر يوم الاحتفال؛ وإنه ليحس أنه كالغريب في هذه المدينة العظيمة؛ ولقد كان كثير من أهلها يتوقعون قبل وصوله أن تصلهم الأنباء عن مقتله في الطريق؛ فلما فوت على الماكرين قصدهم ودخل المدينة ولم تزل غافية أصاب المؤتمرين به كمدوغم؛ ولكن هل فاتت الفرصة فلا سبيل لهم إليه بعدها؟ كلا فما زال الكائدون يتربصون به حتى لقد سرت في الناس إشاعة قوية أنه لن يحتفل بالرئيس الجديد؛ وأنه راجع إلى سبرنجفيلد قبل ذلك اليوم حياً أو ميتاً
وكانت المدينة إلى أهل الجنوب أكثر ميلاً منها إلى أهل الشمال؛ وكان سادتها وكبراؤها ممن يقتنون العبيد ويتمسكون بنظام العبيد؛ وكانت تقع عين القادم إلى المدينة على العبيد رائحين غادين؛ ولقد كان هذا منظراً تنفر منه عينا لنكولن وهو يطل على المدينة من الفندق. . . وكان ذوو النفوذ من أهلها يكرهون الجمهوريين ويسمونهم الجمهوريين السود. . . لذلك أحس ابراهام أنه في جو غير جوه كالنبات نقل إلى حيث لا يجدي معه ري ولا ينفع غذاء
وجلس ابراهام يفكر ويتدبر، فإذا امتد إلي الحاضر فكره رأي كيف تشيع الفتنة وكيف يستفحل الشر، وكيف يزلزل بناء الاتحاد حتى ليوشك أن ينهار. . . وإذا استشرفت للمستقبل نفسه رأى ظلمات فوقها ظلمات؛ فالحرب كما يبدو له واقعة لا محالة، ما لم يقع ما ليس في حسبان أحد. . . وهي إذا شبت نارها واستعرت اكتوى بسعيرها أبناء الوطن