للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ب - وكيف؟ ألا يستطيعون أن يقتلوا من يشاءون، وأن ينهبوا أموال من يسرهم أن يفعلوا معه ذلك ثم ينفونه إلى الخارج كما يفعل الجبابرة الطغاة؟

ط - إني لأسأل نفسي - وحق الكلب - يا بولوس عند كل كلمة تقولها لا أعرف إذا كنت تتكلم بلسان أستاذك، أم تعبر عن رأيك الشخصي، أم تبغي رأيي فحسب

ب - إني لأبقي رأيك أنت!

ط - ليكن يا صديقي! ولكنك توجه إليّ سؤالين دفعة واحدة. . .!

ب - وكيف ذلك؟

ط - ألم تقل منذ لحظة أنهم يقتلون من يشاءون كما يفعل الجبابرة الطغاة، وينهبون وينفون من يسرهم أن يفعلوا معه ذلك؟

ب - بلى!

ط - حسن! أرى أن هذين سؤالين مختلفين، وسأجيب على أحدهما ثم على الآخر: إني أعتقد يا بولوس أن الخطباء والطغاة لا يملكون في الحكومات إلا قدراً ضئيلاً جداً من القوة كما ذكرتُ منذ لحظة؛ لأنهم لا يعملون تقريباً شيئاً مما يريدون؛ وإن كانوا ينفذن مع ذلك ما يلوح لهم أنه أفضل الأشياء!

ب - حسن. ولكن أليس هذا (قوة)؟

ط - كلا! وعلى الأقل بالنسبة لما يقول بولوس!

ب - وهل قلت (كلا)؟ لقد قلت على النقيض إن ذاك (قوة)!

ط - كلا وحق الإله! أنك لا تقول ذلك ما دمت قد أكدت أن (القوة) العظيمة خير لمن يمتلكها!!

ب - أتعتقد أنه من الخير للمرء أن ينفذها ما يبدو له كأفضل الأفعال إذا ما كان مسلوب العقل؟ وهل تسمى مثل هذه الحال (قوة كبيرة)؟

ب - كلا!!

(يتبع)

محمد حسن ظاظا

<<  <  ج:
ص:  >  >>