(سنشيتا) الأسبانية بطلة القصة حسناء تبيع برتقالا على عربة، يعاونها في عملها (بدرو)، وليس هو البطل الآخر للقصة وإنما هو شقيقها، وهو صبي لم يعد العاشرة، أما البطل الحقيقي فهو الشاب (خوان) خاطب (سنشيتا)، وهو صياد بارع يضارع في قوته (نبتون) اله البحر، ولكنه جميل الوجه. . أما أقارب (سنشيتا) فلم يعش منهم غير (بدرو) وغير الأم التي تقوم على إدارة المنزل. وكانت (سنشيتا) في آخر النهار إذا ما فرغت من البيع تدفع العربة أمامها في طريق الدار، يعاونها في ذلك (بدرو) و (خوان). وكانت هذه المهمة تستغرق وقتا طويلا على قرب البيت، لأن ذلك الطريق القصير كان يقطع في مغازلة مستمرة بين الخطيبين، فتارة يقارن (خوان) ما بين البرتقال وخد الفتاة في الحمرة والنضرة، وطورا تكون ابتسامة رقيقة ذات معان تبعثها (سنشيتا) إلى (خوان). . ومرة ثالثة، ملاحظة وقحة من (بدرو) الصبي على أعمال العشيقين، تثير غضب الفتاة، ولو في الظاهر. .
وقد خطب (خوان) الفتاة منذ ثلاث سنين، والخطوبات الطويلة المدى من العادات المألوفة عند الأسبانيين. .
اتفق المحبان على الزواج لدى عودة (خوان) من رحلة يزمعها بعد أيام قلائل إلى بعض الجزر النائية حيث يكثر السمك، وكانت نية الفتى أن ينقطع عن عمله مدة بعد عودته من تلك الرحلة التي سوف تعود عليه بالربح الوفير، يقضيها إلى جانب زوجه المحبوبة في هناء وسعادة. .
أزف الرحيل وكان يوما قاتما، كأن الطبيعة تشارك الخطيبين الحزن، وبكرت الفتاة في الذهاب برفقة شقيقها إلى المركب الشراعي الذي يبحر عليه خطيبها، وهو مركب قديم يندر وجوده الآن إلا في أشرطة السينما عن القرصان، وكانت الفتاة تحمل سفطا ممتلئا بالبرتقال أخذت توزعه على (خوان) ورفاقه، أقلع الشراع ولم تكن إلا هنيهة حتى غاب عن نظر (سنشيتا) الحاد. .