يقول الدكتور الأهواني:(الخطوات التي يخطوها العالم في سبيل التطور والوحدة خطوات سريعة جدا (كذا)، هي التي تجعلنا نقول بأن السلم قريبة الآن. ونحن نؤيد هذا القول بشواهد في التاريخ، معتمدين على النظر إلى تطور الإنسانية خلال العصور الطويلة)
إن مذاهب التاريخ وأنواعه وكتبه كثيرة، فعلى أيها اعتمد الدكتور يا ترى؟ يحسن، على كل حال، تقديم كلمة في التاريخ بوجه عام، قبل النظر في (الشواهد) وفي (تطور الإنسانية) مما اعتمد عليه الدكتور
إن كل قرن يكتب في التاريخ لإحيائه وتجديده. والتواريخ المكتوبة على أحدث وجهات النظر تعتمد على المنطق والفلسفة كي تبين حقيقة ذات شأن تؤخذ، بالنظرة الشاملة، من مشهد الحوادث الإنسانية، وهذا هو التاريخ السامي إلى المرتبة العلمية. على أن تطبيق هذه الطريقة يعرض المؤرخ لتعميمات واهية الأساس، واستنتاجات فطيرة، وإطلاق في الكلام. ولا يقدر سوى القليلين على ترجيح كفة الأمانة، كل الترجيح، في التحليل والحكم؛ وترجيح الضمير والعلم على هوى الآراء المحملة، وجواذب الحاضر السطحية، والتباس الشهادات الناقص تحقيقها. ومما يجب التنبه له، في هذا الباب، عادة التوفيق بين الحوادث المنقضية وبين هم المؤرخ من جهة تأليفه وفنه، أو بينها وبين أذواق عصر من العصور ووجدانيات أهله، ومصالحهم أو بعض المصالح الحزبية. والزمان الحاضر عصر تقدم، لكن يجب الاعتراف بأن الذين بالغوا في الفروض المخاطر بها كثيرون
وهذا ويلز يقول في مقدمة كتابه:(ليس يمكن أن يوجد سلم ولا نجاح مشتركان بغير أساس مشترك من الفكر التاريخية)؛ وتاريخه مكتوب في سبيل هذا الرأي. بين في كتابه مذهب جبون في تاريخ الرومان، ثم قال:(حاولنا أن نعرض الحوادث على صورة أخرى). وقد ذهب الأستاذ جيمو، مترجم الكتاب إلى الفرنسية، في مقدمة ترجمته، إلى أن هذا التاريخ (هو، قبل كل شيء، صنيع كاتب وسع دائرة نظره، فجعل الأمم والمدنيات في مكان الأفراد من كتب الخيال: ومن هنا وقعه التمثيلي في النفس. إن هذا التاريخ - وإن تأسس على أدلة قوية - لينشئ بقدر ما يحدث. . . هو قصص يصف حادثة لم تكن منتظرة، بطلها