واحسبني قد أجبت عن السؤال الثالث قبل أن يكتبه صاحبه الأديب (صلاح حماد) من الناصرة بمساحة فلسطين
فهو يوجه إلي سؤالاً من تلك الأسئلة التي تبدأ (بأيهما) ويجاب عنهما (بكليهما) كما أسلفت في مقال قريب بالرسالة.
وموضع الخلاف بين أدباء الناصرة عن الزوجة: هل يعصمها حبها لرجلها دون خوفها منه، أو تعصمها سطوته ورجولته ثم حبها إياه! وهل إذا وجد الخوف بين اثنين امتنع الحب بينهما؟ أو يمكن الجمع بين الحب والمهابة في آن؟
قال أيهما؛. . . قلنا كلاهما!
وهذا هو الجواب الذي يغني عن إسهاب، ولكننا نضيف إليه أن الخوف قد يوجد مع الحب كما يوجد مع الكراهية:
أهابك إجلالا وما بك قدرة ... علي، ولكن ملء عين حبيبها
فالمحب يخاف أن يغضب المحبوب لأنه يحبه ويرجو نفعه، والعدو يخاف عدوه لأنه يتقي الضرر منه. ويختلف الخوفان كما يختلف الحب والعداء
والزوجة يعصمها أن ترهب سطوة زوجها ولا تمنعها الرهبة أن تحبه، لأنها تحبه قوياً مرهوب السطوة، وليس معنى ذلك أن يبطش بها ويسيء اليها، وإنما معناه أن يحسب لغضبه ورضاه حساب
تلك وجهات من النظر تتقابل بين السؤال والجواب، وكل سؤال فيه وجهة فللسائل فيه هداية سبقت هداية المجيب.