للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

النيل

تأليف اميل لودويغ

ترجمة الأستاذ عادل زعيتر

الآن أنجزت قراءة كتاب ضخم! أنه كتاب النيل، وكفى به تعريفا أن نقول: ألفه أميل لودويغ وترجمه عادل زعيتر!

أنه يقع في (٧٤٥) صفحة، أنيق الطبع، صقيل الورق، شأن ما تطبعه دار المعارف بمصر

هذا الكتاب العظيم، قضى لودويغ في تأليفه ست سنوات وقام من أجله بثلاث رحلات، درس في أثنائها جميع النيل الأبيض في أوغندة والسودان والنيل الأزرق في الحبشة حيث بلغ منابعه، وفي السودان. ومما يذكر أن المغفور له (الملك فؤاد) قد وضع باخرة تحت تصرف المؤلف تيسيراً لمهمته وعرفانا بأهميتها ولاح النيل للودويغ كعظماء الرجال فاستنبط من طبيعته تسلسل حوادث حياته، وأبان كيف أن الوليد وهو يتفلت من الغابة البكر ينمو مصارعا ثم تفتر همته ويكاد ينفد ثم يخرج ظافراً، والنيل في تمام رجولته يقاتل الإنسان فيقهر ويروض ويوجب سعادة الناس ولكنه قبل ختام جريته - يسبب من المآسي أكثر مما في شبابه، فقارئ الكتاب إذن إنما يقرأ وصف حياة، لا كتاب دليل، وإنما يقرأ مغامرات النيل لا مغامرات لودويغ

وأول ما يأخذك في الكتاب هذا الوصف الذي امتاز به لودويغ وتلك الملاحظة الدقيقة التي أثرت عنه، فيبهرك وصفه للطير وللبعير وللفيل، ويبهرك وصفه للتمساح والحوت والنعامة والزرافة والبقر الماء. . ويبهرك كذلك وصفه للشعوب وعاداتها وطبائعها، وهو ينقلك من أقزام الباكوا إلى الزنوج إلى أكلة لحوم البشر إلى شعب الباهيما في أوغندا إلى الحبشة ليعرفك بقساوستها وبشركك في أعيادهم وطقوسهم ويجمعك بمسلميها وبهودها ثم ينتقل بك إلى النوبيين

هذا الوصاف البارع والملاحظ النبيه لا ينتقل بك في وصفه انتقالا جغرافيا ليطلعك فيه على دقائق شعوب الوادي ونباتاته وحيواناته فقط، وإنما يطوي بك الزمن القهقري ليريك

<<  <  ج:
ص:  >  >>