للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعينيك حياة الفراعنة، ثم يعرض عليك رقا سينمائيا يريك فيه بسرعة الرق السينمائي. تتابع الأحداث في مصر، فترى الفرس والأغارقة، وترى إنشاء الإسكندرية - وهو أهم حادث في تاريخ مصر - وتجتلي طلعة كليوباترة التي عني المؤلف بسيرتها (وله كتاب مشهور)، وترى المسيحية تدخل مصر، وترى الإسلام، حتى إذا انتقل بك إلى الفاطميين والمماليك رأيت عجبا ورأيتك في زفة العرس أو في موكب الختان أو في صميم خناقات الأزهريين، وينتقل بك إلى العهد النابليوني فالعلوي ويجمعك بإسماعيل ويسرد لك قصة قناة السويس وينتهي بك إلى القول الفاصل الذي تردده اليوم في ثورتك الراهنة على الإنجليز؛ أنه يقول: (والحق أن العالم بأجمعه اسفاد من فتح البرزخ وإن مصر وحدها هي التي خسرت به. . . وكان إسماعيل رلغبا في إنشاء القناة من أجل مصر لا أن تكون مصر خادمة للقناة) ثم يهمس في أذنك: (إن الملك فؤادا قد أخبرني بأن إسماعيل كان عازما على التخلص من متبوعة الضعيف بأن يعلن في افتتاح القناة في خطبه مدوية استقلال مصر وينادي بنفسه ملكا، ولكن هذا المشروع قدمني بالإخفاق في الدقيقة الأخيرة لما كان من اعتراض دولة أجنبية)

وإذا ما وصل بك إلى عرابي وحركته أخذ عليه فقدانه حزمه في الساعة الحاسمة، ولكنه أنصفه، ونقل إليك قول الجنرال غوردون الإسكتلندي فيه: (ومهما يلعب به عرابي فإنه سيبعث قرونا في ذاكرة الشعب الذي لن يقول ثانية: خادم الخاضع) وقد يزدهيك قول لودويغ في الحديث عن ضرب الإسكندرية والغزو البريطاني: (إن الذي لا ريب فيه هو أن المصريين قاوموا ذلك الغزو الأجنبي في أسابيع بحمية لم يبدوا مثلها في ألوف السنين، كما أنهم أظهروا من العزم والشعور القومي ما لم يظهروا في تاريخهم الطويل) ويروي لودويغ أن يعرفك بكرومر على تقدير روحه العلمية ونزاهته وعطله من الزهو وإشعاره الفلاح المصري أنه مساو للباشا أمام الله والقانون، ولكنه يحملك كذلك على استنكار رعاية كرومر للامتيازات الأجنبية، ويثير فيك النقمة من سياسة التعليم في عهده، وأخيرا ينقلك إلى الثورة المصرية ويعرفك بسعد زغلول: (ويسأل مكدونالد رئيس الوزارة البريطانية زغلولا عن المكان الذي يود أن ترد إليه كتائب الإنجليز قائلا: إلى إنكلترا يا سيدي الوزير. . .)

<<  <  ج:
ص:  >  >>