للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تصحيحات واجبة]

في الأدب والأخلاق

للأستاذ سيد قطب

في عدد الرسالة الماضي تعليقان على مناقشاتي مع الأستاذ مندور، لا يخفى على القراء ما فيهما من تحامل مكشوف يرتدي مسوح النقد الأدبي

والذي يعنيني هنا هو إثبات بعض التصحيحات الواجبة لأوهام ومواضعات خاصة، تجد لها صدى في نفوس العوام وأشباه العوام

يقول الأستاذ دريني خشبة في مقال بعنوان: (أعصابكم أيها الأدباء) ضمن حديثه عن (قضية الأدب المهموس): (نزغ شيطان الجدل بين الأديبين المتحاورين، إذ رمى أحدهما الآخر بما لا يليق أن يرمى به رجل رجلاً أبداً. . . ولعل الذي سب أخاه في كمال الرجولة أظلم)

هذه المسألة تحتاج إلى تصحيح؛ فأنا لم أكن في موقف سباب حين أشرت في حديثي إلى هذا الشأن، إنما كنت في معرض تعليل نفسي لظاهرة خاصة مطردة في فهم صاحبي للأدب والشخصيات؛ وكنت ألمح آفة نفسية خاصة تجنح به إلى إيثار لون من الأدب على لون، وشخصية أدبية على شخصية في رتابة واطراد

ومما لا شك فيه أن لبعض الآفات النفسية أثراً حاسما في الحكم على الأدب والأشخاص والحياة كلها؛ ولابد من تعليل هذا الأثر الخفي وكشفه للقراء ليأخذوا حذرهم من إنسان يقف نفسه موقف الناقد للفنون والرجال، وطبعه مئوف متأثر بآفته فيما يصدر من أحكام

ففهم هذا التعليل على أنه (سب) عامية في الذهن والنفس تحتاج إلى تصحيح. والخضوع لهذا الفهم والإحجام عن هذا التفسير تبعاً لذلك - عامية في معايير الأخلاق لا أخضع لها وفي نفسي بقية من الارتفاع فوق مستوى العوام

والأستاذ دريني هو و (الأديب زكريا إبراهيم) يأخذان علي شيئاً آخر هو الاستشهاد بقطعة من شعري بجانب قطع أخرى للعقاد، مشايعين في هذا الأستاذ مندور

ولست أتردد في مجابهة هذا الوهم بأنني لا أحفله؛ لأنه نوع من عامية الذوق والتفكير. فأنا لم أكن في معرض تعداد وبيان لمزايا جميع الشعراء المصريين، وإنما كنت في معرض

<<  <  ج:
ص:  >  >>