استشهاد على وجود لون خاص من ألوان الأدب في شعر المصريين، ووجوده بصورة خير من الصورة التي يحبها الأستاذ مندور. فإذا وجدت في شعر العقاد ما يصلح لإثبات الغرض فلن يقعدني التحرج الاصطلاحي السخيف عن الاستشهاد به لمجرد أنني (تلميذ) للعقاد. وإذا وجدت في شعر سيد قطب ما يصلح لإثبات هذا الغرض فلن يقعدني التواضع الاصطلاحي الكاذب عن الاستشهاد به لمجرد أنني سيد قطب!
وهذا التواضع الكاذب وذلك التحرج السخيف نوعان من العامية في التفكير والأخلاق أرتفع بنفسي عنهما، لأنني لا أتلقى معاييري الفكرية والخلقية من العوام وأشباه العوام
وقد يحسن من باب (التصحيح الواجب) كشف الأسباب الصغيرة الخفية التي تحمل بعض الناس على أن يلبسوا هذا المسوح!
فأما الأستاذ (دريني خشبة) فلتحامله أسباب ظاهرة يعرفها قراء الرسالة، فيما شجر بيني وبينه من جدل على صفحاتها منذ أشهر، على أنه إنما يصدر في هذه المسألة عن الروح التي يصدر عنها فيما يقتحمه من مسائل النقد الأدبي كلها ولست أدري لم لا يعرف الناس أفضل مواهبهم فيستخدموها ويدعو ما لا يحسنون من الأمور؟ ولله في خلقه شؤون!
أما الأديب زكريا إبراهيم: فلست أعلم له أو عنه شيئاً سوى أنه يقول عني: (إنما راح يحشد أقواله وأقوال الأستاذ العقاد، كأنما ليس في مصر غيرهما). فقد كان يجب إذن أن أحشد أقوال الأديب (زكريا إبراهيم) هو الآخر!
وأنا أعترف لحضرته أنني مقصر في البحث، وسأسأل الإنس والجن عن شيء له ولأمثاله أحشده في بعض المناسبات! فإن لم أفعل، فهو كاسب على كل حال بمناقشته في هذا المقال!