للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

من وحي فلسطين

تأليف الأستاذ أحمد رمزي بك

بقلم الأستاذ كامل السواقيري

كانت مأساة فلسطين، وما ترتب عليها من نتائج صدمة عنيفة للأمة العربية، وضربة قاصمة للكيان العربي دفعت الكتاب والمؤرخين لتحليل أسبابها، وبحث نتائجها ومحاولة علاجها.

وانبرت أقلامهم تصور الفاجعة، وتصف الكارثة، وتلفت أنظار الساسة والزعماء في الأقطار العربية إلى ما يتهدد العالم العربي من أخطار جسيمة بسبب قيام دولة إسرائيل التي أنشأتها بريطانيا، واحتضنتها أمريكا واعترفت بها وجعلت منها دولة ذات حدود.

ومعظم هؤلاء الكتاب لم يكتبوا عن المأساة إلا بعد حدوثها ولم ينهوا الأذهان إلا بعد أن وقعت الواقعة، ودهمت الكارثة.

ولكن هناك كتاباً كانوا بعيدي النظر، ثاقبي الفكر، درسوا المقدمات، ورتبوا النتائج، وتنبئوا بالأحداث قبل وقوعها، وأحسوا بالخطر قبل حدوثه فكاشفوا أممهم بما في الجو من سحب، وبصروها بما تضمر الليالي، ونبهوها إلى السبيل الذي تنهجه لدرء الخطر، والحيلولة دون حدوثه فلم تشعرهم الآذان الصاغية ولا القلوب الواعية وفي طليعة أولئك الكتاب الاماجد علم من أعلام الأدباء في مصر، وحجة من أفذاذ التاريخ في هذا العصر، وركن من أركان النهضة العربية هو الأستاذ أحمد رمزي بك الذي أتاحت له خبرته ودرايته أن يلم بالمشكلة الفلسطينية، ويستقصي أسبابها ودوافعها ويتنبأ بهذه النتيجة التي وصلت إليها حيث كان قنصلاً عاماً لمصر في فلسطين وشرقي الأردن مدة تقرب من ثلاثة أعوام استطاع في غضونها، وهو العالم الأديب، أن يدرس ويحقق بعقل المؤرخ، وخيال الأديب، ونظر السياسي نواحي المشكلة وأخذ يومئذ ترسل الصرخات في أجواء العالم العربي، ويديح المقالات، ويذيع الأحاديث والمحاضرات ليوقظ الأمة من سباتها، ويحذر الساسة والحكام في هذا الشرق العربي من الخطر الصهيوني الرابض في فلسطين، ويهيب بأشبال العروبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>