للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

حول لفظة (العتيد):

بينما كنت أستمع بقراءة المقال الشيق الذي كتبه الجهبذ الكاتب الشيخ محمد رجب البيومي في العدد ٧٧٣ من الرسالة الغراء إذ لفتنظري وأسر انتباهي في ثنايا لفظه (عتيدة) التي جاءت وصفا في قوله: (ويقود أركانا (عتيدة) صالحة للبقاء!) وقد كان معناها (القدم) كما يريد كاتب المقال في هذا المقال. وكتبت اللغة التي رجعت إليها المختار، المصباح، المحيط لم تذكر أن لفظة (العتيد) معناها (القدم) وإنما الذي أفصحت عنه إنما هو لمعنى (العتيد) - بدون هاء - الحاضر المهيأ، كما في قوله تعالي: - (وأعتدت لهن متكأ. . .) وفي قوله تعالى: - (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).

وأما المعنى المراد الذي لم تؤده هذه اللفظة في هذه المقالة والذي هو (القدم) كما هو مفهوم من المقام فإنما تكون تأديته بألفاظ أخر ليس من بينها (العتيدة) هذه في هذه المقالة، ألا وهي: العتيق والقديم والعهيد - بالهاء بدل التاء - وللفظة الأولى جاءت في قوله تعالى: (ثم محلها إلى البيت العتيق)، وأما الآخر فقد نطق بها مرتين في بيت واحد المرحوم شاعر النيل حافظ إبراهيم بك في استقباله السير غورست: -

وفي الشورى بنا داء (عهيد) ... قد استعصى على الطب العهيد

وهذا ما يحضرني الآن من الألفاظ الدالة تعلى معنى (القدم) ولا أقول هذا كل ما في اللغة في هذا المعنى إذ ربما يطلع علينا بألفاظ أخر من المراجع اللغوية (الرقيب العتيد) الأستاذ عدنان وذلك ما كنا نبغي.

وللأستاذ صاحب المقال إكباري وتقديري وللأديب عدنان تحيتي وللرسالة اللامعة تجلتي.

(طرابلس الغرب)

محمد مهدي أبو حامد

كلية أحمد باشا

في ميدان الاجتهاد:

<<  <  ج:
ص:  >  >>