ويحك أيها اليراع! مالك تتململ ولا تحير جواباً؟ ما يحبسك عن خوض هذه المعركة المحتدمة؟ إنها الفتنة تكاد تتمخض عن شر مبين، وسيطرة لا تنازع لتلك الأقلام التي تنكرت لما تحب وتؤمن أنه الحق! وإذا كتب لها الفلج فهيهات أن تجد سميعاً أو مجيباً أو مؤازراً بل ستخمد إلى الأبد مطموراً مع تلك الفضائل الحبيبة التي عصفت بها أعاصير الفتنة الجامحة!
استيقظ - ويحك - من هذا السبات الطويل؛ فإن الصمت اليوم جريمة! ألا ترى كيف يناضل دعاة الفتنة، ويصدرون عن ذهنية واحدة، ويضربون في هدف واحد، ويسيرون قد ما بخطى ثابتة يريدون أن يجتثوا ما بقى في قلوبنا من عقيدة وفي نفوسنا من حياء، ويمسخوا تقاليدنا الطيبة مسخاً زرياً؟!
هل تخشى أيها اليراع ذياك التيار الجارف العنيف الذي يهدر بالمجانة والعبث والرذيلة، ويكتسح أمامه النفوس الضعيفة المستخذية المنحلة ويقوض دعائم الحق والإيمان والفضيلة؟ هل يردعك ألا تجد في الميدان لداتك من دعاة الحق إلا نفراً قليلاً؟. . .
لا ترع أيها القلم! فإن هناك نفوساً كثيرة خيرة لا تزال صامدة صابرة تقاوم سيل الأباطيل المتدفق الذي يزلزل الأرض تحت أقدامها، وإن كان يخشى عليها الزلل إن لم يتقدم من يشد أزرها، وينافح عن مبادئها السامية، ويزيل من طريقها ما أثارته تلك الأعاصير حتى يتكشف لها الحق ويتضح الخير فيسكن بلبالها وتطمئن أفئدتها وتذهب شكوكها
لا ترع أيها القلم! فإن دعاة الخير كثيرون، وإن كانوا في صمت رهيب كما كنت، وسوف يدوي صوتهم كما كان بالأمس وسوف يغص بهم الميدان ثانية، فلن تكون في قلة، إن (الرسالة) في ماضيها المجيد قد كشفت عن أقلام جريئة قوية صادقة. فأين هي تلك الأقلام يا ترى؟ لعلها تستجيب لندائك فتلبي سراعاً، فتكافح في سبيل المدنية والخير والفضيلة!