لحضرة صاحب المعالي الأستاذ إبراهيم دسوقي أباظه باشا
رئيس جامعة أدباء العروبة
يسألني السائلون عمن أرشحهم للخلود من أدبائنا المعاصرين، وأحْبب إلى أن يكون الجواب على صفحات (الرسالة) الغراء.
إذا ما ذكر الناثرون، كان أول من أذكره، وأول من يستأثر بإعجابي، الأستاذ الجليل أحمد حسن الزيات، فهو أقوى كتاب العصر ديباجة وأنقاهم أسلوبا وأعرفهم بالصيغ العربية الصحيحة، ومن أراد البيان العربي في أسمى درجاته فعليه بما يكتبه الزيات.
أما الكاتبان القادران، العقاد وهيكل، فإن عنايتهما بالموضوع الذي يعالجانه - وهما أقدر كتابنا جميعاً من الناحية الموضوعية - أقوى من عنايتهما بسمو الديباجة وإشراقها؛ وبالديباجة يعني أشد العناية، الكاتبان الكبيران، المازني، وتوفيق دياب.
وإذا كان الذين ذكرتهم من الناثرين قد كتب لهم الخلود فعلا، فقد كنت أود أن أرشح للخلود بجانبهم بعض الناثرين من الشباب، لكني أراهم مع الأسف لا يولون هذه الناحية من الأدب الرفيع ما تستحقه من اهتمام، ولا أجد بينهم من يحاول أن يبلغ في هذا الفن الجميل درجة الكمال.
أما الشعراء، فإذا تجاوزنا الذين بلغوا القمة من زمان بعيد، كمطران والعقاد والجارم ومن إليهم، فإن لدينا ممن يلونهم شعراء لا شك أنهم سيبلغون في العالم العربي أعلى مكانة. ولست أدري من يكون أولهم؟ ففي بعض المواقف يمتاز أحدهم، ثم يبرزه سواه في موقف آخر. وقد يتفوق عليهما زميل ثالث في موقف جديد؛ لهذا تصعب المفاضلة بينهم. فهل يكون الأول ناجي، أم طاهر أبو فاشا، أم غنيم، أم العوضي الوكيل، أم الغزالي، أم حممام، أم الصاوي شعلان؟
وكثيراً ما تفوق الحناوي ومخيمر والجرنوسي والجنبلاطي وعبد المنعم إبراهيم وشمس الدين وغيرهم.