فهذه الساعة الملعونة كلما قلت استرحت منها (جدّ لي منها سبب) وفي العام الماضي حينما ظننت أن الله أراحني منها ودعتها بكلمة في جريدة الأهرام الغراء، ولكن ما لبث هذا التوديع غير قليل حتى أعادني إليها - ولا أقول أعادها أليّ - فانه تبين لي أنني التابع لها، وأنها صاحبتي ولست أنا صاحبها. . . أقول ما ظهر هذا التوديع حتى كانت الأبيات التي قلناها على لسان الدكتور أو (الدكاترة) زكي مبارك موضع أخذ ورد ودراسة وتمحيص أثارها حضرة المربي الفاضل الأستاذ عبد الحليم خطاب بين تلاميذه بدار العلوم في درس من دروس العروض، وكتب عن ذلك البحث العروضي صديقنا الأستاذ عباس خضر كلمة بالأهرام مما حدا بنا إلى رد الشبهة التي وجهت إلى بعض أبيات الدكتور - استغفر الله - بل الدكاترة زكي مبارك.
ثم انتهت بعد ذلك أخبار هذه الساعة ومتاعبها، ولكن مجلة الرسالة الغراء طلعت علينا في العدد ٢٩٢ وبين صفحاتها كلمة ممتعة عنوانها (نادي الحلمية) للكاتب المجيد (م. ف. ع) مندوب الرسالة الأدبي، وقد حوت هذه الكلمة فيما حوته قصيدة الشاعر الكبير الحاج محمد الهراوي، قصيدته الطيبة في ساعته الملعونة التي أراها في جلبها المتاعب لي كحذاء (أبي القاسم) وما جره على صاحبه من ويلات. وكيف لا تكون هذه الساعة أخت هذا الحذاء - حذوك النعل بالنعل - وهانذا بعد عام كامل أجدني مضطراً إلى التحدث عنها:
يقول الأستاذ الهراوي فيما يقوله عن ساعته في قصيدته ما يأتي: