يرى بعض علماء النفس أن الأحلام عند الأطفال الصغار غالباً ما تكون منطقية معقولة. لأنه إن لم يكن الطفل شقياً بين أهله وفي بيئته، فإنه لا يملك وقتاً يبني فيه هيكلاً مركباً من الكبت. ومع أن أحلامهم ترمز إلى رغبات عقيمة غير مجدية، إلا أن هذه الرغبات نادراً ما تكون غير مقبولة للعقل الواعي عند الطفل الصغير، فتظهر واضحة غير مستترة. ولكن على قدر ما يكون المراهقون قلقين، تكون رغباتهم العقيمة غير مقبولة للعقل الواعي، ولذلك فهي تظهر في شكل يغاير الحقيقة
وهناك ثلاثة أنواع للأحلام:
١ - أحلام منطقية متَّسقة كأحلام الأطفال. مثال ذلك: والد يرفض أن يأخذ طفله إلى السينما، فيذهب الطفل في حلمه إلى سينما يتخيلها إدراكه العقلي
٢ - أحلام تبدو مترابطة ولا يمكنها أن تتناسب مع حياة الحقيقة. مثال ذلك: شخص يحلم بأنه يسير بقرب منزله فيرى أن أخاه يكاد يهاجمه أسد
٣ - أحلام تبدو مفككة، غير منسجمة، سخيفة، مشوشة
والنوعان الأخيران يعتبران نموذجاً من أحلام المراهقين
وأحلامنا ولو أنها تبدو غير معقولة وغير مفهومة، إلا أنها تبدو - دائماً - تعبيراً مستتراً لأساليبنا العقلية الكائنة. والأحلام يمكنها أن تحول إلى هذه الصورة، الفكر التي في الوجود. ولكي تفعل هذا فهي تنتفع بالطرق التي يمكن أن تبدو للعقل الواعي مضحكة. وهي مع ذلك تتجاهل المتناقضات الواضحة، وتأتي بفكر مختلفة بوساطة التداعي السطحي
ومصدر الحيرة الظاهرة منها ناتجة عن رقابة العقل الواعي. ومع أن كفايتها العملية تُعزى قلة أهميتها إلى الحقيقة بأننا نكون في سبات، فنمسي غير قادرين على استعمال المراقبة الشعورية، فهي لا تزال تحاول أن تمنع اللاشعور من أن يكون شعوراً
والعقل الواعي يمكن أن يُمهد للأوضاع ولبعض الصور التي تظهر في أحلامنا. فإذا انشغلنا يوماً بمواعيد كثيرة مع أناس، يمكننا أن ندهش إذا أخذت أحلامنا شكلاً مماثلاً. على