أصبحت هذه البلدة العزيزة عنوناً مجيداً مضيئا من عنوان المجد في تاريخنا الحربي الحديث، فينبغي أن ننطبق بها ونكتبها على الوجه الصحيح. والعرب كانوا وما زالوا ينطقون في بالفلوجة مفتوحة الفاء مشدودة اللام مختومة بالتاء، ويجمعونها على فلاليج، ويريدون بها الأرض المصلحة للزرع، ثم أطلقوها على كل قرية بسواد العراق كما يجوز لنا اليوم أن نطلقها على كل قرية أو إقطاعية بالأرض التي تصلحا الحكومة في كفر سعد أو في غيره ثم صارت الفلوجة علما على هذه القرية بفلسطين وعلى قرية أخرى بالعراق على طريق ما بين الرمادي وبغداد. وقد كان المرحوم الرصافي يهاجر إليها كلما نبا به العيش في دار السلام. والعراقيون ينطقون بها على الضبط الوارد في كتب اللغة.
التقريب بين اللغتين:
كتب الشيخ محمود أحمد الغمراوي كلمة طامنت من أسلوب الرسالة الرفيع المتزن، فقد رمى الدعوى رمية عشواء وقولنا غير قولنا! ونحن ندعو أن يعاود قراءة كلمتنا ثم يرجع البصر، ويضيء البصيرة، فيرى أننا لا نحل الدخيلة محل الفصحى، بل دعونا دعوة (مخلصة) إلى وجوب المحافظة على اللغة ببقاء قواعدها، وأليه مقولنا:
(ونحن إذا تجوزنا في القاعدة، وقلنا لا عنت في جواز جعل فاعلين لفعل واحد كما في شأن أكلوني البراغيث لشاعت القاعدة وجرت على الألسنة، فتضيع اللغة في أوضاع تعقيدها).
وان كل ذلك ذي بصر يرى مدى تحفظنا في أيراد السياق. فقد (تجاوزنا) ولم نسق الحقيقة، وقلنا: أن إشاعة (الدخيلة. تجنى على اللغة؛ فمن أتى الشيخ بدعوتنا إلى هدم العربية؟ إن لغة القرآن تسمو إلى التعقيد، لأنها أبلغ استدلال عليه، ومقتضى هذا هو الارتفاع به عن التأويل المفضي إلى الفصاحة كوهمه وإيهامه. فنحن نعنى بالتأويل في الآية الدنو من (القاعدة) بحسب الظاهر لدفع ما قد يوهم؛ لكن الشيخ يؤيد ما لا يريده المنطق ثم يريدنا عليه!
أن المفسرين - لا الزمخشري وحده - يسيرون في التأويل على وفاق اتساق السياق ولم ينجحوا - كادعائه - إلى الإعراب متقصدين التذرع به لإيضاح وحدة المعنى.