في مشاهداتنا اليومية دليل على التقسيم الجزيئي للمادة - حركة (الهابوش) حول المصباح - كيف انتصرت النظرية السينيتيكية في القرن الماضي - قوانين الضغط والحجم والحرارة تجد تفسيرها في الحركة الداخلية لجزيئات المادة - الحرارة عامل أساسي في حركة الجزيئات - الحرارة هي الحركة ذاتها
عندما تطالع مقالاً في صحيفة أو تقرأ موضوعاً في كتاب فيحدثك الكاتب في هذا أو ذاك عن الجزيء وعن الذرة تنظر إلى لهذه الموضوعات كأنها فروض علمية أكثر من نظرك إليها كمسائل عملية وحقائق ثابتة يعترف بها العلم التجريبي. ولكنك إذا أنعمت النظر فيما يعرض لك في حياتك اليومية من أحداث فإنك لست في حاجة إلى اللجوء إلى تجارب العلماء الدقيقة لإثبات الفكرة الذرية، بل إن شيئاً من الملاحظة والتأمل حقيق بأن يثبت لك بأدلة محسوسة أن المادة مكونة من جزيئات متناهية في الصغر تمثل في الواقع وسطاً منفصلة أجزاؤه وحالته غير مستمرة
موضوع يعجب لها لقارئ كيف يتسنى له أن يدرك النظرية الذرية من التأمل في بعض المظاهر التي يصادفها؟ وكيف تحمل هذه بين طياتها أكبر الأدلة على ثبوت بعض القضايا العلمية الدقيقة؟ لذلك نسرد للقارئ طرفاً منها
من العادات الشرقية أن نطلب في بيوتنا من الخادم كوباً من الماء البارد ونطلب منه في الوقت ذاته أن يضيف إليه نقطة أو بضع نقط من ماء الورد، ليكون للماء ونحن نشربه عبير نرتاح إليه. شيء من التأمل يدفعنا إلى فهم فكرة الجزيئات، إذ نعرف ونحن نتجرع ما في الكوب من شراب أن هذه النقطة من ماء الورد التي يعد حجمها ضئيلاً بالنسبة إلى حجم ما في الكوب من ماء، انتشرت قبل تذوقنا إياه في كل أنحائه، ولم يستأثر جزء من مياه الكوب بها دون الجزء الآخر