صنفه الأستاذ عبد القادر المغربي عضو مجمع فؤاد الأول
للغة العربية
للأستاذ محمد فريد أبو حديد
لا عجب أن يصنف الأستاذ المغربي هذا الكتاب فهو من أشد العرب حرصاً على سلامة العربية. وهو في تصنيفه هذا الكتاب يسير على منهج كثير ممن سبقوه من أعلام اللغة العربية الذين كانوا يجدون في كل عصر ما يثير حفيظتهم ويحفزهم إلى حماية اللغة العربية مما لا يفتأ يهاجمها من اللحن والخطأ.
وقد دب اللحن إلى العربية منذ أكثر من عشرة قرون وكان فصحاء العرب كالحجاج بن يوسف نفسه يحاذرون أن يقعوا فيه ولا كاد أحدهم ينجو منه.
والكتاب ينطوي على ثلاثمائة وخمسين كلمة بوبها الأستاذ على أقسام تجري على ترتيب حروف المعجم. ولاشك في أن اللحن في اللغة يقع في ألوف من الألفاظ فحبذا لو استطاع الأستاذ أن يمضي في إحصائه بعد ذلك حتى يستوعب بالتصحيح كل الأخطاء الجارية على الألسن.
ولمثل هذا الكتاب فائدة غير فائدته في التصحيح وذلك أن الأستاذ المصنف إنما يتناول الخطأ الجاري على السنة قطره ونستطيع منه أن توازن بين لهجات الأقطار العربية لعل بعضها ييسر للبعض الآخر تصحيح الخطأ. وقد لاحظت في تلك الأخطاء التي أحصاها الأستاذ أن كثيراً منها يستقيم في لهجة العوام في مصر. فالنذر مثلاً في لهجة الشام النذر بكسر النون هو في لهجة مصر النذر بفتح النون. والنثارة في الشام بكسر النون أيضاً وهي في مصر بضمها وهو الصحيح. وكذلك النخالة في الشام بكسر النون ونونها في مصر مضمومة صحيحة. ويمكن أن نحصي من هذا النوع عدداً كبيراً نجده سليماً في لهجة مصر محرفاً في لهجة الشام فمن ذلك المجون بضم الميم والمغربي بفتح الميم ومتر مكعب بضم الميم وتشديد العين المفتوحة ومساحة بكسر الميم ولجنة بفتح اللام وكناسة بضم الكاف