للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقنينة بكسر القاف وكرة القدم بفتح الراء وتخفيفها وقرض بفتح القاف وقدوم بفتح القاف وتخفيف الدال وهكذا.

واللغة العربية ليست ملكاً لقطر واحد من الأقطار بل هي ملك مشاع بين جميع الشعوب العربية ولعله من الجدير بنا إذا أردنا تقويم اللسان في الألفاظ الشائعة أن نبدأ بحصر المحرف في اللهجات العامية على اختلافها حصراً شاملاً ثم نعمد إلى جمع ذلك كله في شبه قاموس نذكر فيه اللفظ العربي السليم ونوجه أنظار الناشئة إليه في معاهد التعليم في البلاد كلها. فالاكتفاء ببيان بعض الأخطاء عمل مشكور ولكنه لا يعالج الداء علاجاً شافياً.

ولا يفوتني هنا أن أشير إلى رأي ذهب إليه الأستاذ الفاضل في مقدمة كتابه إذ قال:

(ولا يخفى أن إحياء اللغة الفصحى بيننا لا يمكن حصوله بمراعاة قواعد النحو فقط ولا بالتزام حركات الإعراب في أواخر الكلمات التي نتكلم بها في كلامنا الدارج فان هذا ليس بالميسور ولا المستطاع للجمهور. وإنما المستطاع هو تطهير كلامنا من الكلمات العامية المبتذلة واستعمال كلمات فصيحة مكانها.)

وهذا موضوع له خطورته فأنا أعرضه لطرافته وحسبي منه أنه دليل على ما للأستاذ من سعة الصدر وما عنده من الحماسة المشكورة على جعل لغة الحديث والحياة سليمة حية تقترب من لغة الكتابة في فصاحة اللفظ وتجعل لغة الأدب مستساغة عند جمهور الناس

وبعد فإذا كان لي أن استدرك به على الأستاذ الفاضل فاني أظنه يذهب إلى نوع من التشدد الذي يجعل مهمة التقريب عسيرة مع أنه يسعى إليها ويدعو إليها. فإذا كان لفظ يحتمل الإجازة على وجه من الوجوه كان الأجدر بنا أن نقره ولا نتشدد في تخطيئه ما دامت اللغة الفصحى لا تنكره ولا تأباه. فالبرسيم مثلاً يجري على الألسنة بفتح الباء وهو كلمة غير عربية الأصل على أكبر الظن إذ قد وجد في عصر أقدم من الكلمة العربية مكسورة الباء فلا ضير في بقاء اللفظ كما يستعمله الناس في مثل هذه الحالة ومثل هذا نقول في جرجير بفتح الجيم بدل جرها وكذلك لفظ ثكنة بضم الثاء وأظن أن تخطئه الذين يفتحون الثاء والكاف فيه شيء من النظر فجمع هذا اللفظ على وجهين أولهما تكن بضم الثاء وفتح الكاف والآخر بفتح الثاء والكاف وهذا يشعر بأن اللفظ كان مستعملاً في المفرد بفتح الثاء والكاف وإن لم يسمعه صاحب المعجم. والأستاذ يخطئ من قال الدخان يوزن رمان مع أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>