للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عيد الوطن الاقتصادي]

رأي ونصيحة للدكتور منصور فهمي

وجه أحد شباب المشروع إلى عميد كلية الآداب هذين السؤالين: ١ - ما رأيكم في عيد الوطن الاقتصادي كمظهر من مظاهر الشباب؟ ٢ - هل لكم من نصيحة توجهونها إلى الشباب القائم بالمشروع؟ فأجاب الأستاذ عنهما بما يأتي: ١ - لاشك أني أقابل بالعطف والتشجيع كل جهد مخلص في سبيل النهضات الاقتصادية والدعاية اللائقة لها، لأننا نعتقد أن في تلك الجهود ما يعين على خدمة الأخلاق، وذلك أن كل مشروع يوسع مجال العمل قد يضيق حظائر البطالة وما يتسبب عنها من المفاسد والشرور، وطالما بين لنا التاريخ أثر الحياة الاقتصادية في نهضات الشعوب العقلية، وفي نظامها الخلقي، فالإنسان لا يطيب له التأمل والتفكير إلا إذا كان رزقه في يسر وسعة، ومن تضيق به موارد العيش قد يركب صعاب الأمور ويهون عليه إذا لم يكن من الذين تحصنت نفوسهم بالشدة في الخلق، أن يفرط في ما تدعو إليه الأخلاق الفاضلة، وإني إذن اعتمد على ما قدمت لأبارك للشباب جهده في الدعوة إلى خدمة الحياة الاقتصادية بشتى المظاهر الجديدة لشباب مثقف نشط في قدرته أن يحسن الاختيار لأساليب الدعاية البريئة الهادئة. ٢_أما أول نصيحة أوجهها للشبان القائمين بالمشروع فهي ألا تأخذهم نشوة الحماسة إلى دعوة محمودة فيعتمدون كل الاعتماد على رأيهم ولوامع خيالاتهم دون ان يرجعوا لآراء المجربين الخبيرين ممن اشتغلوا بالأمور الاقتصادية، لأن مسائل الحياة الاقتصادية في الأمم متشعبة كثيرة الاتصال بشتى المسائل العمرانية، وقد لا يصيبها النجاح المرجو إذا هي لم تعالج في فطنة ودقة، وخبرة وكياسة، ومن أجل هذا أوصيهم بكل شدة أن يقتحموا هذه الأبواب ومعهم زادهم من نصائح كبار الاقتصاديين من مواطنيهم، وتوجيهاتهم لكي تغذي تلك الإرشادات نشاطهم، فيسير إلى حيث يثمر الثمرات الطيبة. وأما نصيحتي الثانية فهي أن تقوموا بعملكم المشروع بنفس زكية لا يداخلها عداء لأعمال غيركم، إنما يداخلها الإيمان بمشروعية عملكم وقيمته وطهارة سبله ونزاهة الوسائل التي تحققه. ويجب ألا ينسيكم العمل المبرور أعمالكم الدراسية لأنها الواجب الأول المباشر في المرحلة التي أنتم فيها، فإذا كان لديكم فضل من الوقت تروضون فيه أنفسكم على الأعمال الاجتماعية عن طيب خاطر وعن إخلاص وعلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>