للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الفصول والغايات

تأليف أبي العلاء المعري

ضبطه وصححه وشرحه وعلق عليه: الأستاذ محمود حسن

زناتي

للأديب محمد فهمي عبد اللطيف

هذا كتاب أنشأه المعري، وقد وصفه ياقوت في معجم الأدباء فقال: (ومن كتبه الكتاب المعروف بالفصول والغايات، والمراد بالغايات القوافي، لأن القافية غاية البيت أي منتهاه، وهو كتاب موضوع على حروف المعجم ما خلا الألف، لأن فواصله مبنية على أن يكون ما قبل الحرف المعتمد فيها ألفاً، ومن المحال أن يجمع بين ألفين، ولكن تجيء الهمزة وقبلها ألف مثل العطاء والكساء، وكذلك الشراب والسراب في الباء، ثم على هذا الترتيب، ولم يعتمد فيه أن تكون الحروف التي يبني عليها مستوية الإعراب بل تجيء مختلفة

وفي الكتاب قواف تجيء على نسق واحد، وليست المطلقة بالغايات، ومجيئها على حرف واحد مثل أن يقال: عمامها وغلامها وغمامها، وأمرا وتمرا وما أشبه، وفيه فنون كثيرة من هذا النوع، وقيل إنه بدأ بهذا الكتاب قبل رحلته إلى بغداد، وأتمه بعد عوده إلى معرة النعمان، وهو سبعة أجزاء)

ولكن هذه الأجزاء السبعة التي ذكرها ياقوت قد استبدت بها عوادي الزمن، ومحن الأيام، فضاعت في أجواء العصور الخالية فيما ضاع من تراث المعري الحافل، بل تراث العرب أيام حملة الصليبين الأولى على الشام وسقوط المعرة في أيديهم سنة ٤٩٢ هجرية، وبقي الناس لا يعرفون من الفصول والغايات إلا اسمه، وإلا هذه الكلمة التي أوردها ياقوت في وصفه، وإلا فرية افتراها كاشح، إذ زعموا أن المعري قد عارض به القرآن، وأنه سئل فيه فقال: حتى تصقله الألسنة أربعمائة سنة في المحاريب.

ولقد بقيت التهمة كما هي غير لازبة وغير مردودة، وكان عذر الأدباء في ذلك أنهم لم

<<  <  ج:
ص:  >  >>