عند ما يعلل كاتب سؤ نتائج الامتحان ينسبه إما إلى ضعف الطلبة وإما إلى المناهج أو نظم الامتحان وإما إلى المدرسين وإما إلى غير ذلك من الأسباب، ولكنهم ينسون أموراً هامة قلما يذكرونها فيأتي التعليل ناقصاً. وهذا هو سبب تكرر مأساة سوء النتائج بعد سنة بالرغم من استقرار حالة الطلبة نسبياً الآن عما كانت عليه أثناء الإضرابات المستمرة والأزمات السياسية الحادة، وبالرغم من تخفيف المناهج وتبسيطها، وبالرغم من تسهيل نظم الامتحان إما بجعل الامتحان في مواد أقل أو مواد سنين أقل. وقل عدد تلاميذ الفصول في المدارس الأميرية ذات الحجرات الكبيرة، وخفض عدد الحصص التي يدرسها الأستاذ المدرس في مواد المنهج ذاته - وإن كان قد وكل إليه عمل آخر في النشاط المدرسي - فكان ينبغي أن تتحسن نتيجة الامتحانات تحسناً كبيراً لو كانت هذه الأمور وحدها سبب حين النتيجة.
والحقيقة أن هناك أسباباً لم ينظر إليها. ولم تكن النتائج الحسنة التي حصلنا عليها بسبب إرهاق الطلبة في العمل، بل كنا بالعكس نحاول منع الطلبة من إرهاق أنفسهم بالعمل ليلاً ونهاراً في الشهر الأخير ومنعهم من إتلاف صحتهم من غير فائدة بهذه العادة العقيمة؛ أما التشدد في نتائج النقل فلا يعللها أيضاَ، إذ كنا نحصل على مثل هذه النتائج في مدارس لم نباشر امتحان النقل فيها أو في فرق كانت نسب النجاح في امتحان النقل فيها حسنة مرتفعة. فالتشدد في امتحان النقل وحده لا يعللها إذاً. ومجهود المدرس أو مادته لا تعلل وحدها حسن النتيجة، فقد تكون مادة المدرس كأحسن ما تكون المادة ومجهوده أكبر مجهود، وتأتي النتيجة سيئة نسبياً. وقد شاهدنا ذلك في نتائج أساتذة من أحسن المدرسين عملاً ومادة، بينما كانت نتائج مدرسين آخرين في فصول أخرى هي عماد نتيجة المدرسة الحسنة الطيبة مع أنهم لا يمتازون عن إخوانهم في المادة ولا في الشرح والتفسير وإن كان تفسيرهم أقرب إلى المحاضرة منه إلى التدريس؛ وهذا خطأ.
والعامل الأول في تحسين نتائج الامتحان في رأيي هو أن تحصي المدرسة التلاميذ الضعاف في كل فصل بالرجوع إلى درجات امتحان النقل في كل مادة وأن يوجه إليهم