للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الاجتماع اللغوي]

تطور اللغة وارتقاؤها

أثر العوامل الأدبية المقصودة: الرسم

للدكتور علي عبد الواحد وافي

مدرس الاجتماع بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول

تكلمنا في المقال السابق عن أنواع الرسم وتاريخه، وسنعرض في هذا المقال لموضوع مطابقته للنطق ولأثره في حياة اللغة وتطورها.

الأصل في الرسم الهجائي أن يكون معبراً تعبيراً دقيقاً عن أصوات الكلمة بدون زيادة ولا نقص ولا خلل في الترتيب؛ فيرسم في موضع كل صوت من أصواتها الحرف الذي يرمز إليه، ولا يوضع فيها حرف زائد لا يكون له مقابل صوتي. وقد حوفظ على هذا الأصل لحد كبير في بعض اللغات الإنسانية، وخاصة القديم منها. فرسم الكلمة في السنسكريتية مثلاً لا يكاد يختلف في شيء عن صورتها، ولكن معظم أنواع الرسم، وخاصة الحديث منها، لا تتوافر فيه هذه المطابقة. فكثيراً ما يرسم في حرف زائد أو حروف زائدة ليس لها مقابل صوتي في النطق ((مائة) في اللغة العربية؛ في الفرنسية؛ في الإنجليزية. . . الخ). - وكثيراً ما تشتمل الكلمة على أصوات لا تمثلها حروف في الرسم ((هذا) في العربية؛ في الإنجليزية. . . الخ). - وكثيراً ما يرسم في الكلمة حرف أو أكثر للتعبير عن صوت غير الصوت الذي وضع له في الفرنسية؛ في الإنجليزية. . . الخ) - وكثيراً ما ينطق بالحرف الواحد أو بالمقطع الواحد في صورة صوتية مختلفة تبعاً لاختلاف الكلمات أو اختلاف أزمنتها، أو اختلاف موقعه فيها، أو اختلاف ما يسبقه أو يلحقه من حروف. . .؛ فيرقق في بعض الكلمات ويفخم في بعضها الآخر، أو يمد في بعضها ويقصر في بعضها الآخر، أو يضغط عليه في بعضها ويرسل في بعضها الآخر. . . وهلم جرا (اللام) في (والله) (بالله) , , , , ; ; ,. .) ; ,

وكثيراً ما تختلف الحروف في كلمتين ويتحد النطق بهما.

ويرجع السبب في هذه الظواهر وما إليها إلى عوامل كثيرة من أهمها عاملان:

<<  <  ج:
ص:  >  >>