مجموعة من المقالات (الخفاف) القصار تقارب الخمسين كل منها في صفحتين وقلما تزيد أو تنقص عنهما بضعة سطور. بدأ الأديب العراقي الأستاذ سلمان الصفواني صاحب جريدة (اليقظة) العراقية بنشر مقالاته هذه متوالية في صحف العراق بعد خروجه من المعتقل في بغداد سنة ١٩٤٤ وكانت الرقابة يومئذ تحد من الحريات بسبب الحرب العالمية الثانية، قال الأستاذ في مقدمته:(وكانت معالجة القضايا العامة بصورة جدية وصريحة من أصعب الأمور على كاتب مثلي في ذلك الحين، فالحرب ما زالت قائمة، والأفكار الحرة خاضعة للرقابة السياسية، وهذه الرقابة لا تتورع عن كيل التهم لمن لا يجارونها في اتجاهاتها من الوطنيين الأحرار، وكان مجال (التأويل) وسعا في هذا الشأن إلى حد صارت معه الكتابة بمنطق سليم ورأى سديد من الأمور العسيرة) فالمؤلف يكتب هذه المقالات بقلم) الصحافي) الذي عاقته الرقابة عن الصراحة والجرأة، ولا يكتب بقلم (الكاتب الأديب) الذي يحفل بموضوعه ويصوغه بكل قوته وبكل وسعه في التفكير والتعبير. وقد كتبت المقالات (عفو الساعة) لا لتنشر في كتاب بل لتنشر في (صحيفة) يقرؤها (جمهرة) قراء الصحف للمتعة والتسلية والفائدة، وربما كان ذلك بعض السر في (خفتها) ويسرها، وشفيع الأستاذ عند قرائه ما أوجزنا الإشارة لمقالاته حين نشرها عنوانها (أذن وعين) لأنه كما قال أراد أن يروى فيها ما تسمعه (الأذن) يوصف فيها ما تراه (العين) وبهذا العنوان نشر مجموعته هذه وهي (المجموعة الأولى) من تلك المقالات.
ولست هناك فكرة (جامعة مشتركة) بين مقالات هذه (المجموعة) وتكاد كل مقالة تستقل بموضوع، والمؤلف يعالج موضوعه في حيز ضيق علاجا هينا قلما ينفذ إلى الصميم، وقصاراه لمسة رفيقه هنا ووخزة سائرة هناك بال تأن ولا استقصاء في الدرس سواء في ذلك الموضوعات التي روى فيها ما سمعته أذنه والموضوعات التي رأتها (عينه) بل مثلها أيضا الموضوعات الفكرية التي لم يتقيد فيها المؤلف بعنوانه (أذن وعين)
وليس من همي هنا أن أعرض على القراء الموضوعات التي تناولها الأستاذ في مجموعته