هو كتاب عالج أصعب مشكلة تواجه المعلمين والمتعلمين في بلاد الشرق، وهي مشكلة اللغة العربية.
فقد عالج الكتاب هذه المشكلة فأبان أن سر هذا الإخفاق يرجع إلى سببين، أولهما طريقة تعليم اللغة، وثانيهما قواعدها، أما طريقة تعليم اللغة التي تجري عليها مدارس الشرق ومعاهده فقد ذكر أنها غير طبيعية في تعليم اللغات، وأقام الأدلة القاطعة على ذلك ثم بين الطريقة الطبيعية التي يجب أن تسلكها معاهد الشرق في تعليم اللغة العربية وسائر اللغات، وقد أفاض في هذا القسم ولم يدع زيادة لمستزيد، ولم يبق إلا أن يقتنع ألو الأمر في بلاد الشرق فيأخذوا بها فإذا اللغة العربية طيعة مذللة، وإذا الإخفاق الذي منيت به مدارس الشرق انقلب إلى نجاح عظيم وأما القسم الثاني - قواعد اللغة - فقد بحث الكتاب لماذا هي مبغضة إلى التلاميذ؟ ولماذا تند عن أذهانهم فوصل إلى الحق في ذلك، وقد بين أن القواعد منها ما حرف وبدل، ومنها ما هو صحيح ولكنه جرد من علله الصحيحة وألقى إلى التلاميذ جافاً خالياً من التعليل.
وقد ناقش بعض القواعد مناقشة علمية هادئة فأرانا رأى العين إننا كنا ندرس باطلاً وقواعد محرفة لا تصبر على النقد، وأرانا الجديد الذي أحله محلها فإذا هو أحظى بنصرة العقل وتأييد الدليل.
وقد كنا نود أن يطيل المؤلف في هذا القسم ولكنه وعد أن يصدر ذلك في كتاب مستقل.
وإذا كان لنا رجاء من المؤلف فهو أن يسرع في إخراج هذا الكتاب إذا كان على سنن ما يبينه في كتاب مشكلة اللغة العربية فأن ذلك يكون فتحاً جديد في اللغة.
ولا يسعنا إلا أن نشكر المؤلف على ما بذل من جهد أو ما تحمل من نصب، فجزاه الله خيراً عن أبناء الشرق الذين يحدب عليهم ويرعاهم، ويريد أن يوفر عليهم جهودهم وأعمارهم فينالوا في الزمن الوجيز من اللغة ما ينفقون أعمارهم سعياً وراءه ثم لا يظفرون منه إلا بالنذر اليسير