للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

بنات الهيدروجين. .!

عن المجلة القصصية

بقلم الأستاذ يوسف يعقوب حداد

تزوجت - جاك هرسن - كما تتزوج الفتيات في عصر الذرة والهيدروجين!. . أي أننا، أنا وجاك، تزوجنا في مكتب من مكاتب الزواج المنبثة في الشوارع، كأنها دكاكين الفاكهة، أو بيع السلع القديمة!!

لم يكن ذلك الزواج كما تخيلته في ساعة من الساعات التي تستلقي فيها العذارى على مضاجعهن، ويطلقن لأفكارهن العنان تصور لهن مستقبلهن كما تشاء رغباتهن الساذجة، وعقولهن التي لم تهذبها الحياة بعد!

لا شك إنكم تعرفون أن أسعد أيام المرأة هو ذلك اليوم الذي ترتدي فيه ثوبها الحريري الناصع البياض، ومن حولها ضيوفها، يشاركونها نشوتها ويتمنون لها سعادة كاملة، وحياة طيبة!. . مع ذلك، حين خرجنا من مكتب الزواج، واحتوتنا السيارة وصرنا وحدنا، شعرت أنني سعيدة كل السعادة، وأحسست بالنشوة تتمشى في جسدي، حين راح جاك يهمس في أذني بكلمات الحب - مرحبا بزوجة - جاك - الجميلة. . . إنها تستحق أن يسجد لها هذا العالم، وتنثر على قدميها ما فيه من زهور ورياحين!

وأقلتنا السيارة تواً إلى لندن، حيث أجر جاك شقة (صغيرة) لنقضي فيها شهر العسل القصير الأجل!

قال لي جاك، إنه أحد رؤساء شركة كبيرة للإعلان، وأنه سينقل عن قريب إلى الجنوب ليترأس فرعاً من فروع الشركة. . . هنالك ستستقر بنا الحياة، أو نعمل على ترويض الحياة، ليلين قيادها، ونكيفها كما نشاء، ونجعلها لنا أمةذليلة، لا أن نكون لها إماء أذلاء!

هكذا تزوجنا، وهكذا استقر بنا المقام زوجين سعيدين. وتبخر الوقت كما تتبخر الأحلام من الرؤوس!. . . لقد عاملني - جاك - كما تعامل الملكات السعيدات، ذهبنا إلى كل مكان جميل يسره أن يحتضن عاشقين، وتمتعنا بكل منظر يسر العشاق أن يتبادلوا الحب بين

<<  <  ج:
ص:  >  >>