إن نيتشه نفسه يوافقنا على هذا التفسير، فهو يقول ص١٧ من الترجمة العربية:
(وهنالك في الصحراء القاحلة (أعني صحراء الحياة القاحلة) يتم التحول الثاني فينقلب العقل أسداً لأنه يطمح إلى نيل حريته وبسط سيادته على صحرائه. . .!
وفي هذه الصحراء يفتش عن سيد ليناصبه العداء كما ناصب سيده السابق، فهو يستعد لمكافحة التنين (الواجب) والتغلب عليه)
ولست أدري كيف غفل صديقنا المترجم عن هذا مع أن قلمه جرى به في الترجمة؟ وكيف تغافله الدكتور (روبرت ربننجر) إن صح ما ينقله صديقنا المترجم عنه
أما الفقرة الأخيرة من النشيد، والتي يجد فيها المترجم سنداً لتأويله على زعمه، فهذه الفقرة لا تؤيده في رأيه بعد أن وضح التفسير الصحيح وإنما هي تؤيدنا في تفسيرنا الذي ذهبنا إليه
أما ترجمة عبارة (سلاه)(حيَّ على الصلاة!) ففيها نظرة؛ ذلك أن نيتشه كان أخصائياً في الآداب العبرية. ومعروف في الأدب العبري أن لفظة (سلاه) ترد في أواخر الأناشيد، والدليل على هذا القائم في سفر الأناشيد في العهد القديم وقد ترجم إلى (سلاه) عربياً في كلا الترجمتين اليسوعية والأميركية. هذا إلى أن نيتشه نقلها كما هي إلى الألمانية واختتم بها عبارات أناشيده. وظلت على نصها العبري في جميع التراجم مع ظهور مفهومها في اللغة العبرية للجميع، إذاً فليس هنالك وجه لأن يذهب المترجم ليفسرها بأن نيتشه يقصد بها (حيَّ على الصلاة!)
أما تقدير الدكتور (روبرت رينجر) فلا قيمة له، ذلك أنه يعرف عن نيتشه أنه متصل بالآداب السامية، فلما وجد تفسيراً للكلمة في العربية وافق المفسر في رأيه، وهو لو درى