عنوان هذا الكتاب هو نفس العنوان الذي يتخذه مؤلفه منذ أعوام عنواناً لما يكتب كل صباح في جريدة الأهرام الغراء، وما يحتويه الكتاب هو مجموعة مختارة من هذه القطع التي غدت تقرن باسم كاتبها.
ولمؤلف ما قل ودل طابع خاص يسبغه على مقالاته؛ فهو يتناول من مادة الحياة اليومية مسائل الساعة، ما بين اجتماعية وأدبية واقتصادية، ويعالجها بايجاز ولكن بوضوح؛ ويميل بنوع خاص إلى تناول المسائل الاجتماعية وعلاقات الجنسين ومسائل الزواج والأسرة، ويبسط فيها آراءه المحدثة وتعليقاته، ولكنك تأنس دائماً فيما يكتب حرارة الإخلاص، وحسن المقصد ومحاولة الإصلاح.
وعندنا أن عنصر الفن يتغلب عند الأستاذ الصاوي على عنصر الكتابة، فهو يكاد يرسم أكثر مما يكتب؛ ومقالاته تبدو كأنها صور سريعة لما يتناول، ويخيل إليك في كثير من الأحيان أنك تتأمل فيما يكتب صورة رمزية ناطقة لما يجول في ذهنه. وأسلوبه بسيط واضح ينم عن خفة روح ودعابة مستملحة في كثير من الأحيان، وهو لذلك لا يتكلف اختيار اللفظ أو إجادة البيان، لأنه يتجه دائماً في خطابه إلى الرجل (المتوسط)، والى الشباب اليافع؛ ولا يهمه أن يمزج من مقتضيات البساطة والسلاسة في عرض ما يريد لمن يريد. وهذا أسلوب له أنصاره ومؤيدوه؛ ولكن له معارضوه أيضاً، ممن لا يسيغون مثول الألفاظ العامية إلى جانب الألفاظ العربية بمثل هذه الحرية وهذا الإسراف؛ وقد يسيغون وجود اللفظ أو العبارة العامية لضرورة محلية لا يؤديها البيان الفصيح؛ ولكن كثرة الألفاظ العامية مما يذهب دائماً بقوة الأسلوب وروائه، وإن كانت تكسبه في بعض الأحيان لوناً من الخفة والدعابة.
ولسنا بحاجة بعد ذلك إلى أن نقدم الكتاب ومؤلفه، ففيما يكتبه الأستاذ الصاوي كل صباح