قال (جول مهل): العرب والرومان أقدر الشعوب في التشريع:
وقال (الأستاذ نيس) إن شريعة الحرب والأنظمة العسكرية عند الأسبانيين تأثرت كثيراً بشريعة الحرب عند المسلمين، كما تأثرت فلسفتهم بفلسفتهم وآدابهم بآدابهم.
وقال (فاندنبرغ): لقد وضع للرقيق في الإسلام قواعد كثيرة تدل على ما كان ينطوي عليه الرسول وأتباعه من الشعور الإنساني النبيل، ففيها نجد من محامد الإسلام ما يناقض كل المناقضة الأساليب التي كانت تتخذها إلى عهد قريب شعوب تدعي أنها تمشي في طليعة الحضارة.
وقال (يورغا): ابتدأ الصليبيون سيرهم على بيت المقدس بأسوأ طالع، فكان فريق من الحجاج يسفكون الدماء في القصور التي استولوا عليها، ويأكلون لحوم القتلى في أيام القحط، وقد أسرفوا في القسوة حتى أنهم كانوا يبقرون البطون ويبحثون في الأمعاء عن الدنانير. أما صلاح الدين فلما استرد بيت المقدس بذل الأمان للصليبيين، ووفى لهم كل الوفاء بالشروط المعقودة، وجاد المسلمون على أعدائهم ووطئوهم مهاد رأفتهم، حتى أن الملك العادل شقيق السلطان أعتق ألف رقيق، ونودي بأن كل من يخرج من باب معين في المدينة يكون آمناً، ومنّ على جميع الأرمن، وأذن للبطريرك بحمل الصليب وزينة الكنيسة، وأبيح للأميرات والملكة في مقدمتهن بزيارة أزواجهن. وكان الجنود الذين يصحبون اللواتي أمرن بالجلاء يعطفون عليهن أشد عطف ويواسونهن كل المواساة. ولا يمكن أن يظهر فضل صلاح الدين وكمال خلقه بأحسن من تهديده السفن الإيطالية حتى ترد أولئك البائسين إلى ديارهم وكذلك كانت سيرة الملك الكامل لما أخذ بمخنق الصليبيين في واقعة دمياط فأحاط بهم النيل وهددتهم المجاعة وإليك ما وصف المسلمين به أحد الذين حضروا الواقعة من مؤرخي النصارى قائلا: هؤلاء الذين قتلنا آباءهم وأبناءهم وأخوتهم وأخواتهم بطرق شتى. . . هؤلاء الذين سلبناهم أموالهم وأخرجناهم عراة من منازلهم، تداركونا وسدوا خلتنا وأطعمونا بعد أن أهلكنا الجوع، وما زالوا يحسنون إلينا حتى غمرونا ببرهم وإحسانهم لما كنا في ديارهم وفي قبضة أيمانهم، فلو ضاع لأحدنا عير لما أبطأ رده