للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

هل تقدم الأدب في ربع القرن الأخير:

أشرت في الأسبوع الماضي إلى المناظرة التي جرت في القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية، وكان موضوعها (تقدم الأدب تقدماً مرضياً في ربع القرن الأخير) أيد الرأي الدكتور أحمد أمين بك ومعالي الدكتور طه حسين بك، وعارضه الدكتور محمد عوض محمد بك، وكان يدير المناظرة ويقوم المتحدثين الدكتور محمد صلاح بك وزير الخارجية. ولا شك أن حرص الوزيرين على حضور المناظرة - وكان ذلك اليوم الثاني لتأليف الوزارة - كان مثلا رائعاً للشعور بالتبعية الأدبية. ولك أن تعتبر اشتراك وزيرين في مناظرة أدبية عامة دليلا مؤيداً للرأي وهو تقدم الأدب في هذه الفترة.

بدأ الدكتور أحمد أمين بك فعرض الموضوع عرضاً حسناً وفصله تفصيلا شافيا، استعرض أنواع الإنتاج الأدبي وقارن كلا منها بما كان عليه قبل هذه الفترة وما صار إليه، فالمقالة كانت إما مترجمة بتصرف أو بغير تصرف، أو مقالة إنشائية يغلب عليها البديع اللفظي، وبعض المقالات كانت على حالة شبة بدائية، وحتى الكتاب المعاصرون كانوا لم ينضجوا بعد ولو قارنا بين ما كانوا يكتبونه وبين كتابتهم الحالية وجدناهم خطوا خطوات واسعة نحو التقدم؛ والآن قد أصبحت المقالة ناضجة، غرزت معانيها وتدفق أسلوبها.

والقصة: لم تكن موجودة، شاهدنا تمثليات شوقي وقصص تيمور والحكيم وناشئة الأدب. وقد كانت القصص كلها مترجمة فصار لنا قصة مصرية تتعرض لمشاكلنا وتتحدث عما يجري في حياتنا.

وأما الشعر فإنه يقال إنه انحط ولم نعد نرى مثل شوقي وحافظ ومطران، ولكن الحق أن شعر أولئك الشعراء الراحلين على جودته ووفاه بأغراضه في عصره أصبح غير ملائم لهذا الزمن. وقد جد بعدهم شعراء لم يبلغوا بالشعر ما يرجى ولكنه ساروا على نهج آخر، فلا مديح ولا هجاء، يتغنون للعواطف لا للمعدة، وقد التزموا وحدة القصيدة، وتحرر بعضهم من التزام القافية؛ فإذا لم يكن من الوليد ما يرضي فحسبنا أن نودع شيخاً ونستقبل وليدا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>