للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأما الدراسة الأدبية فهي وليدة الجامعة المصرية، كانوا يترجمون للشعراء والأدباء، كما يترجم (الأغاني) وغيره، ثم صارت الدراسة تحليلية نقدية فيها جانب من العلم وجانب من الأدب.

وأما الأغاني، وهي نوع من الأدب، فأذكر أني كنت أهذب إلى تياترو ألف ليلة لسماع توحيدة، وكنت أتخفى إذ كنت طالباً معمماً من طلبة القضاء الشرعي، فكنت أسمع منها كما كنا نشمع من غيرها أصواتا جميلة ولكن لا معنى للأغنيات نفسها، لم يكن فيها شيء كالذي نسمعه الآن من أم كلثوم وعبد الوهاب ولا أبالغ إذا قلت إن الأغاني كانت كالموسيقى الصامتة.

هذه هي مظاهر التقدم في الأدب، أما أسباب هذا التقدم فكثيرة، أهمها أن الأدب ظل الحياة الاجتماعية، كما يقول تين، وقد تقدمت الحياة الاجتماعية في الفترة الأخيرة تقدماً ظاهراً فمن الطبيعي أن يتقدم ظلها وهو الأدب، ومن هذه الأسباب أن أدبنا يعتمد على الأدب العربي والأدب الغربي، وقد أكثرنا من نشر كتب الأول وزاد الاطلاع عليها، كما ازداد الاتصال بالآداب الغربية، ولذلك زادت ثقافة الأديب، ومما زادت هذه الثقافة ونماها علم النفس وعلم الاجتماع.

وبعد ذلك وقف الدكتور صلاح الدين يقدم الدكتور عوض فعبر عن إشفاقه عليه لوقوعه بين الأديبين الكبيرين المؤيدين، وقال أنه يذكر العبارة المأثورة عن المجمع اللغوي (شاطر ومشطور وبينهما طازج) وكان جديراً بصلاح الدين بك أن يذكر أن هذه العبارة مما تندرت به بعض المجلات الهزلية على المجمع وليست مأثورة عنه.

وقف الدكتور عوض فقال: يظهر أن منظمي المناظرة بحثوا عمن يستطيع أن يقف معارضاً أمام هذين الفطحلين فلم يجدوا كبشاً غيري فقدموني فداء. . . وإذا كان (السندوتش) شاطرا ومشطورا بينهما طازج فإن بينهما الآن قطعة من الجبن ثم دخل في موضوع المناظرة فرد على بعض النقط، قال: إن المتحدث الأول أتى بالشعر في الآخر مع أن الشعر له المكان الأول في الأدب العربي، وأشاد بشعر شوقي وأشار إلى بعض القصائد مما لم يقل أحد مثله من بعده، وحبذ التزام الوزن والقافية، ومما قاله أن أدبنا الحديث أخذ ينمو منذ عصر إسماعيل ثم وقف في العصر الحاضر. وأخيراً قال: إن المقال شيء قصير

<<  <  ج:
ص:  >  >>