رأينا في المقال السالف سرقتين من سرقات الأستاذ أحمد (الأمين) كما كان يسميه أستاذنا الشيخ المراغي قبل أن تنكشف تلك السرقات
والكشف عن سرقات هذا الرجل المفضال لا يعد من الإيذاء حتى نقبل دعوة بعض الأصدقاء إلى مهادنته مراعاةً لأدب الصيام. فاحمد أمين نفسه يحكم منصبه في كلية الآداب يعرف أن الكشف عن سرقات الشعراء والخطباء والكتاب نوع من المرانة الذهنية، وفن من فنون الأدب الرفيع
وأعترف بأن اهتمامي بكشف سرقات أحمد أمين لا يخلو من شيطنة، ولعله ضرب من المنافسة للدكتور طه حسين، فالدكتور طه قد زعم أن أحمد أمين لم يكن يعرف نفسه فهداه إليها، وأنا أيضاً أزعم أن أحمد أمين لم يكن يعرف نفسه وسأهديه إليها، مع الفرق بين الهدايتين
وأصرح بأن تشجيع القراء وحرصهم على أن تجمع هذه المقالات في كتاب يرجع إليه من تهمهم معاودة النظر فيما شرحناه من الحقائق الأدبية، ذلك التشجيع لا يهمني كثيراً وإن كان يدلني على يقظة القراء ورغبتهم في محاسبة الكتاب والباحثين.
وإنما أنتظر أن أتلقى كلمة ثناء من الأستاذ أحمد أمين لأعرف أن الجميل في هذا البلد لا يضيع، فهو يعرف جيداً أني قدمت إليه خدمة عظيمة حين دللته على أن مصر لا تزال بخير ففيها رجال يحاسبون من كان في مثل منزلته من المتصدرين لتدريس الأدب بكلية الآداب، وهل يظن أصدقاؤنا بتلك الكلية أن حديقة الأورمان منطقة من مناطق المريخ، وأنهم بمنجاة من أسنة الأقلام؟ هيهات ثم هيهات؟!
ونرجع إلى السرقات فنقول:
شغل الأستاذ أحمد أمين نفسه بالنص على أن العرب في جاهليتهم لم تكن لهم وثنية تبدع الأساطير على نحو ما كان الحال عند اليونان، وذلك يشهد بأن الجاهليين لم يكونوا من أهل الخيال