للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في الكتب]

المطالعة التاريخية للمدارس الابتدائية

للأساتذة: محمد رفعت بك وزكي علي ومحمد مصطفى زيادة وأحمد

نجيب هاشم والسيد أحمد خليل

للأستاذ أحمد الشايب

هذه أول مرة في تاريخ الحياة المدرسية المصرية يعرض فيها التاريخ على التلاميذ عرضا علميا فنيا جميلا، يحاول به الأساتذة أن يصلوا بين الأطفال وبين العصور الأولى أقوى صلة وأجملها، وأنفعها، وأحبها إلى النفوس الغضة الحديثة العهد بالحياة. وما ظنك بدرس في التاريخ - أو كتاب في التاريخ - يشرك الطفل في بناء الماضي درسا، وقصصا، وعملا، ومتعة، فيستمع به الناشئ إلى أحاديث الملوك السابقين، ويرى آثارهم مصورة، ويدخل إلى منازلهم، ويلعب مع أطفالهم، ويصنع مثل لعبهم، ويتنقل بين الزراع، والصناع، والتجار، في المزارع، والمصانع، والمتاجر، لا مشاهدا ومتحدثا فقط، بل مشاركا، مفيدا من الماضي خير الفضائل وأنبل الصفات. ذلك، وأكثر منه، وخير منه، هو ما قام به هؤلاء الأساتذة الأفاضل مؤلفو كتاب المطالعة التاريخية للمدارس الابتدائية. وقد قرأت جزءه الأول الذي وضع في حياة المصريين القدماء، فإذا به يصور الخطوة القديمة لحياة مصر والمصريين، ولكنها مع ذلك خطوة واضحة، بهية، استطاع واصفوها محتالين متلطفين أن يمزجوها بخطأ الطفولة ومواهبها حتى لقد خشيت أن يستحيل أطفالنا، بهذا الأسلوب الفني الجميل، أبناء فراعنة، وأطفالا تاريخيين.

لترك الباحثين يختلفون حول التاريخ، أعلم هو أم فن، ولنقف عند طور الطفولة وما يلائمه موضوعا وشكلا، فلن نرى - فيما نعرف - خيرا من هذا الكتيب ولا اصلح منه لأبناء المدرسة الابتدائية، سواء في ذلك اختيار المعلومات، وتنوعها، وشمولها، وطريقة عرضها، وسهولة أسلوبها، وما أعقبها من التمارين العملية. . وأما الرسوم والأشكال فهي وحدها مدرسة في إيضاحها وفي جمالها الذي يفتن الأطفال، ويبهر الأبصار.

عرف المؤلفون، أو المربون، طبيعة الطفولة فكان تاريخهم قصصا، سهلا، مشوقا، متصلا

<<  <  ج:
ص:  >  >>