لقد كانت فلسطين مهبط للوحي والإلهام منذ اقدم العصور. فيها ولد أكثر قادة البشرية، ومنها نور الهداية إلى سائر أنحاء العالم. ولعل جمالها هما اللذان مهدا لهذا الوحي واستنزلا ذلك الإلهام. . .
وفلسطين دون غيرها هي قبلة أنظار الطامعين، والكعبة التي يقدمها أتباع الديانات السماوية الثلاث. وهي على كل حال بلاد غريبة فوق كل اعتبار، أنها عنق الجامعة العربية الذي ضيق عليه الخناق، ولكنها مع كل هذا بدون باعث للنشاط، وبدون محرك للهمم، وحفز للعمل. . . أنها بدون نشيد!
أجل ليس لنا - والله - نشيد تردده فيذكى الحمية في نفوسنا، وينفض عنها غبار الخوف، وصدأ الخمول، ويرسم لنا هدفا معينا تجاهها، يلخص واجبا تجاه الوطن والمواطنين. . . والإنسانية!
يقولون: إن نشيد (المارسيليز) هو الذي قهر أوربا لا نابليون، وأن النشيد الاسكتلندي هو الذي قضى على نابليون لا ولنجتون. . . ولكن أين منا النشيد الذي يشعرنا بأننا أمة تحيا وتستحق الحياة؟!
بانا أمة تحيا وتستحق الحياة؟!.
إن شعراءنا - وهم كثر بحمد الله - فقد قصروا همهم على الغزل والتشبيب والتغني (بيوم النصر). . . يوم نصر أعدائنا، وفشل قضيتنا!!
إن شعراءنا في واد، ونحن في واد. . . ليس فيهم من حاول شيئاً من هذا سوى المرحوم إبراهيم طوقان. . . ونشيد طوقان على علاته هو خير نشيد لنا في الوقت الحاضر، ولكن فيه مواقف ضعف تحول دون صلاحية لان يكون لنشيد القومي المنشود!
إنه كان يناجي موطنه ويتمنى أن يراه في علاه يبلغ السماك. . .
موطني الجلال، والجمال، والنساء، والبهاء في رباك
والحياة، والنجاة، والهناء، والرجاء في هواك هل أراك