أراني مديناً بالشكر للأديب الموهوب الأستاذ حسن القاياتي عضو مجلس النواب لاهتمامه وعنايته بالصفحة التي ملأتها من غزل الملوك بالرسالة الغراء. وكنت أتمنى لو أن أعمالي الطويلة العريضة تمكنني من النزول على رأي الأستاذ الكبير والغوص في بحار الغزليين من الملوك والأمراء والتقاط دراريهم اللامعة، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله
وأشكر للأستاذين الفاضلين إبراهيم أحمد أدهم ومحمود عزت عرفة ملاحظاتهما القيمة على القصيدة المنسوبة إلى السلطان الدالة على رغبتهما في استكناه الحقائق وخدمة الآداب فأقول:
إن السلطان سليما الأول الملقب بـ (ياوز) هو ابن السلطان بايزيد الثاني وحفيد السلطان محمد الفاتح، وهو تاسع السلاطين العثمانيين وفاتح مصر والشام وبلاد العرب في آسية وأفريقية، وهو الذي نقل الخلافة الإسلامية من بقايا العباسيين في مصر إلى السلطنة العثمانية فجمعت بينهما من أيامه. وقد توفي هذا السلطان العظيم سنة ٩٢٦ الهجرية الموافقة لسنة ١٥١٩ الميلادية
ويقول من ترجم له من المؤرخين إنه كان يقرض الشعر في اللغتين الفارسية والتركية ويأتون على ذلك بشواهد من شعره
إلا أن أحمد بن يوسف بن أحمد الشهير بالقرماني المتوفى سنة ١٠١٩هـ ١٦١٠م يقول عن السلطان إنه كان يجيد اللغة العربية أيضاً وينظم نظماً بارعاً حسناً
ومن هؤلاء المترجمين نامق كمال المعدود من أعاظم الأدباء والمجددين في الأدب التركي في أوائل القرن الرابع عشر الهجري المتوفى سنة ١٣٠٥هـ ١٨٨٧م
فقد قال عن السلطان سليم في صدد إيثاره المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وتفضيله اختيار الضرر الخاص في سبيل النفع العام ما تعريبه:
(إن السلطان ضحى بنديمه يوسف الذي كان أعز عليه من نفسه، والذي أعلن حبه له وافتتانه به بالأشعار الرائقة التي نظمها فيه ومنها: