للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الفلسفة الشرقية]

بحوث تحليلية

بقلم الدكتور محمد غلاب

أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين

- ٢٥ -

الفلسفة الصينية

العصر المنهجي - (لاهو - تسيه)

فلسفة العملية

يغالي بعض الباحثين حين يصف (لاهو - تسيه) بأنه ميتافيزيكي فحسب ولا شأن له بالفلسفة العملية أو الأخلاق كما يصف (كونفيشيوس) بأنه عملي لا يأبه للميتافيزيكا، وإنما الحقيقة أن لكل منهما رأياً قيما في الأخلاق، وهذا طبيعي، لنهما اغترفا من منبع واحد، وهو فلسفة عصر ما قبل التاريخ، ولكن الخلاف قد دب بينهما حول الوسيلة التي توصل إلى الخير والكمال، فبينما كان (لاهو - تسيه) يرى أنها التنسك واحتقار المادة وإهمال الحياة العملية وعدم الإكثار من القوانين، ويرى أن عصر الأباطرة الذين شرعوا القوانين واللوائح كان عصر تدهور وانحلال تلا العصر الذهبي الذي كان الملوك فيه لا يعرفون القوانين، ولا يهتمون بالعقاب، كان (كونفيشيوس) على العكس من ذلك يرى أن العصر الذهبي هو عصر أولئك الملوك الذين قننوا القوانين ووضعوا القواعد التشريعية، ولهذا كان يتخذهم نماذج يسير على مناولهم. وإذن، فالاثنان أخلاقيان يريدان الكمال والسعادة للأمة، وإنما يختلفان في الوسيلة فحسب، وقد شرح (لاهو - تسيه) رأيه في الأخلاق العملية فقال ما نصه: (بقدر ما يكثر الملك من القوانين واللوائح، يهوى الشعب في البأساء؛ وبقدر ما يكون لدى الشعب من وسائل الغنى والرفهنية، تكون حالة الأسرة والوطن رديئة؛ وبقدر ما تتضاعف الأوامر الشديدة يكون عدد اللصوص والمجرمين في نمو وتضاعف) وعلى الجملة، كان المثل الأعلى من الملوك في رأيه هو الملك الذي تجهل رعيته الوجود جهلاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>