(أرسل إلينا حجة الفقهاء وعمدة القضاة الأستاذ عبد العزيز فهمي باشا رأيه في (دفاع عن البلاغة) نسجله شاكرين في (الرسالة) إجلالا لتنويهه واعتزازاً بتوجيهه):
تفضلت فأهديت إلي كتابك القيم (دفاع عن البلاغة) فقرات نصفه في مجلس واحد، ثم قرأت نصفه الآخر في صباح اليوم التالي، وخرجت من قراءة هذا الكتاب الممتع بأن دراسته لا تصلح للمبتدئين ولا لأنصاف المتعلمين، لأنه مقارنة قوية لبلاغة العربية ببلاغات اليونانية وللاتينية والفرنسية وغيرها؛ ودراسة هذه المقارنة إنما تصلح للمتخصصين في علوم العربية، ويسرني أن أسمع يوما أن إدارتي جامعتينا قد قررتا تدريس هذا الكتاب لطلاب التخصص في اللغة العربية؛ فإنهم بالمقارنة بين ما قاله علماؤنا وبين ما قاله العلماء الأجانب قديما وحديثا يستطيعون أن يحددوا مركز علمائنا السامي بين رجال البلاغة في كل بلد، وأنت سيد العارفين بأن هذه المقارنة تفتق الأذهان وتوسع الآفاق؛ وهي خطوة لابد منها لشرقنا حتى يستطيع الناقص أن يتم، والتام أن يكمل، والكامل أن يكون على بينة من كماله.
وكتابك هذا باكورة خير ظهر معها كتاب آخر أطلعني بعضهم عليه وهو كتاب (التصوير الفني في القرآن) للأستاذ سيد فطب الذي ينم عن تحرر في العقل لم يتفق أن سمعنا بمثله من قبل. وكتابك وكتابه كوكبان يضيئان الأفق لمن يتلهف مثلي على الرؤية في وضح النهار.
عبد العزيز فهمي
التاريخ القومي في المدرسة الابتدائية
وزعت وزارة المعارف جدول الدراسة في المدارس الابتدائية هذا العام على أساس ست وثلاثين حصة بدلاً من تسع وثلاثين.
ولا يعنينا أمر هذا العدد في ذاته، ولكن الذي يعنينا أمره كثيراً هو أن الوزارة قد حذفت - فيما حذفت - حصة التاريخ الوحيدة التي كان يتلقاها تلاميذ السنة الثانية في كل أسبوع.