[- من الأدب الغربي:]
مسلة تتحدث
للأستاذ محمد رجب البيومي
(في الأدب الفرنسي خاصة روائع خالدة عن مصر؛ وهذه قصيدة عصماء لتيو فيل جوتييه نظمها على لسان مسلة مصرية قائمة بميدان الكونكورد بباريس ونحن ننقلها بتصرف يقتضيه الذوق العربي).
تحت صوب الحيا وذوب الجليد ... أقف الآن في التياع شديد
يزأر الجو فوق رأسي كطاغٍ ... مستبد بكل من في الوجود
تصرخ الريح بين كفيه رعباً ... وتصيح الرعود تلو الرعود
ويمر السحاب تحت حماه ... كأسير مكبل بالقيود
تمس الجو! صار ثلجاً ببار ... يس وقد كان جمرة في الصعيد
حيث كانت أختي ترفه عني ... بحديث كخمرة العنقود
إذ يميس النخيل في سندس الع ... شب كخود تجر وشى البرود
إذ يهب النسيم في كل فجر ... ناشراً في الربوع عطر الورود
وذكاء الوضيئة الوجه تعطو ... فوق هام الربا بخطو وئيد
يا لأوقاتها! تولت وكانت ... مشعل النور في الليالي السود
كخيال سرى، وحلم توارى ... كسرابٍ يلوح فوق البيد
إيه رمسيس قد تحطم صرح ... أبدى أقمته للخلود. . .!
المسلات - يالخزيك - كانت ... في ربوع الحمى كبرج مشيد
طالما قد حميتها بحصونٍ ... من رماح وجحفل من أسود
فمشى الدهر نحوها وهو ليث ... صنع الله قلبه من حديد
فإذا جيشك العظيم يولي ... وجهه في استكانة الرعديد
كيف هذا؟ حقيقة أم خيال ... يا سماء ارجفي! ويا أرض ميدي
قد تربعت فوق لحد رهيبٍ ... كان للأبرياء شر اللحود
وقف العدل في نواحيه يبكي ... بدموع تخز في الجلمود