وافق مجلس الوزراء هذا الأسبوع على اقتراح لكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول بضم المرصد الملكي بحلوان إلى الجامعة على أن يكون وحدة مستقلة، وأن تتألف لجنة من القائمين بالمرصد الآن ومن رجال الجامعة لتقديم التفاصيل الخاصة بهذا المشروع وتقدير الاعتمادات اللازمة لتنفيذه.
وهذه في الواقع خطوة طيبة كان من الواجب أن تتم منذ سنين، وكانت المصلحة العلمية تقضي بتحقيقها من يوم أن قامت الجامعة وتهيأت المكانة اللازمة لكلية العلوم، فإن المرصد لا يصح أن يقوم على أنه آلة تسجل ظواهر الجو المعتادة وكفى، بل يجب أن يكون مركزاً علمياً للتجارب والإفادة في تلك الناحية التي استغلتها العقول الكبيرة حتى جعلت لها السيطرة على جميع ظواهر الحياة.
إن علم الظواهر الطبيعية أصبح دعامة من دعامات النهوض والقوة عند الأمم، وقد أدى هذا العلم في الحرب الماضية من الجهد ما غير مجرى الحوادث وحول دفة التاريخ، فلعل أن تكون هذه الخطوة مقدمة لاهتمام شامل بهذه الناحية حتى تؤدي فيها الجامعة رسالتها العلمية.
بعد المرحلة:
أشرنا في أعداد سابقة من الرسالة إلى تلك المرحلة الطويلة التي قام بها الأديب الفرنسي الكبير مسيو جورج ديهاميل في بلاد الشرق العربي حيث طاف بسوريا ولبنان ومصر وبلاد شمال أفريقيا، وقد جاء في نبأ من باريس أن ديهاميل تقدم إلى الأكاديمية الفرنسية بتقرير واف عن نتائج رحلته وما تبينه في بلاد الشرق من اتجاهات.
ولست أدري ماذا قال الأديب الفرنسي الكبير في بيانه أو في تقريره هذا. فإن الأنباء البرقية لم تشر إلى شيء من مضمونه، ولست أدري هل كتب ديهاميل ما كتب بروح الأديب الإنساني الذي عاش طول حياته ينشد الإنسانية المهذبة فأطرب أبناء الشرق والغرب، أم بضمير السياسي المسعور الذي لا يرجو لأمته إلا أن تستعمر البلاد وتستعبد العباد وتظل قائمة سيف الإرهاب والبطش تجره على رقاب الضعفاء.