للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إننا أبناء الأدب نرجو دائماً أن نظل أوفياء لرسالتنا، محترمين لإنسانيتنا، فلعل الأديب الفرنسي قد حدث (الخالدين) من أبناء أمته بما رأى من شنائع الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقية، ولعله صور لهم ما رأى بعينيه من تلك المآسي الأليمة في تونس ومراكش وغيرهما من البلاد التي اغتصب الفرنسيون أقواتها وتركوها نهباً للجوع. . . وأن يكون في هذا كله قد اعتصم بضمير الأديب الإنساني لا بضمير الجلاد السياسي، وإلا فعفاء على أدبه، ولعنة الأدب على شخصه. . .

يقظة الشباب العربي:

عقدت رابطة الطلبة العرب بأكسفورد في الأسبوع الماضي مؤتمراً عاماً حضره طلاب يمثلون جميع الأقطار العربية، وقد عقد المؤتمرون عدة اجتماعات للبحث والتشاور ثم اتخذوا عدة قرارات بعضها في مجال العمل السياسي وبعضها يتصل بالنشاط الثقافي.

ففي مجال السياسة قرروا العمل على إدخال عرب شمال أفريقيا ممن يوصفون بالشعوب المنسية في حظيرة الجامعة العربية، والعمل على حصول فلسطين على استقلالها ووقف الهجرة اليهودية إليها، ثم العمل على تحقيق الاستقلال التام لمصر والسودان.

وفي مجال النشاط الثقافي قرروا الموافقة على إنشاء مراكز اجتماعية وثقافية في جميع عواصم البلاد العربية يطلق عليها اسم (البيت العربي) لتكون منازل للمسافرين من العرب وندوات علمية ثقافية لأبناء العروبة. . .

وإن هذه اليقظة من الشباب العربي المثقف لتدعو إلى الاطمئنان والتفاؤل، وتملأ النفوس بالغبطة والبهجة، وإننا إذ نبارك هذه الروح نرجو أن تظل في يقظتها متوثبة ملتهبة حتى لا يفسدها التراخي ولا يخدرها طول الوقت.

كانوا يقولون: (آه لو علم الشباب، وآه لو قدر المشيب)، ولكننا اليوم أصبحنا نجد في الشرق العربي الشباب العالم القادر الذي يتبصر الطريق، فلعل الله يحقق على يديه للعروبة ما تمنى الأدباء وتلهفوا عليه.

تكريم مطران مرة ثانية:

أما التكريم الأول فهو الذي قامت به لجنة تألفت لهذا الغرض وقد كان من أمره ما نشرناه

<<  <  ج:
ص:  >  >>