لقد ساير الأستاذ توفيق الحكيم الفرقة القومية منذ نشأتها وكانت أولى
مسرحياته، أهل الكهف (حسن طالع) لها، افتتحت بها عملها الفني، وقد
غذى المسرح بروايته الثانية (سر المنتحرة) وله مجالات في فن
القصة تدل على روحه القوي واندفاعاته الجريئة في ارتياد آفاقها
ليتعرف أسرار الحياة وليشرك قارئه معه في الفرح بالحياة أو الاكتئاب
منها.
قلت للأستاذ الحكيم: لقد سايرتَ الفرقة القومية منذ افتتاحها وغذيتها بمسرحياتك، وعاونت مديرها وسندته في مهمته، وها قد مضى على ذلك أربعة أعوام، فهل في وسعك أن تقول هل الفرقة في تقدم أو في تأخر أو في ركود؟ فأجاب:
من يطلع على التقرير الذي وضعه سعادة الدكتور عفيفي باشا وفيه بيان الغرض من إنشاء الفرقة القومية ير أن المقصود من وجود هذه الفرقة ورصد مبلغ كبير من مال الأمة، هو إنشاء دار تحدث نهضة عظيمة تشعر البلاد والجمهور المثقف بها، يكون من شأنها ترقية الفن والأدب المسرحي وحركة الترجمة أيضاً مما يجعل هذه الدار عنواناً تفخر به مصر. لذلك كان المفهوم أن خطة الفرقة سائرة في هذا السبيل، ولكن اتضح مما قدمته في مواسمها العديدة أنها لم تؤد أكثر مما أدته الفرق الأهلية من قبل، بل إن البلاد شعرت بنهضة مسرحية في أول عهد ظهور مسارح جورج أبيض، ورمسيس، وفاطمة رشدي. حيث أخرجت للناس بعد روائع الأدب الغربي المعروفة أمثال عطيل ومكبث وسيرانو دي برجراك وغادة الكاميليا وغيرها، كما أن مسرح الأزبكية كان قد نهض إلى حد ما بالرواية المسرحية الغنائية. وكان المنظور بمجرد ظهور الفرقة القومية بما لها من وفرة المال والممثلين؛ وتعضيد الحكومة أن تتجه بالفن اتجاهاً جديداً، ولكنها خيبت ظن الجمهور،