قلت في كلمتي السابقة كل ما يمكن قوله في نقد أعمال المدير الفني لفرقة التمثيل، فليس بالمستغرب أن يدافع الأستاذ زكي طليمات عن نفسه لينقذها من قلم الناقد، بل العجيب أن يندفع إلى الإقرار والاعتراف بأني سجلت عليه الجانب الذي يؤاخذ عليه في منهج الفرقة ولم أذكر الذي يشرفها.
وردي على هذا الاعتراف الصريح أن الجانب المشرف هو الأساس الذي قامت عليه الفرقة، ومن أجله وحده دون سواه تتفق الحكومة من أموال الأمة. والحكومة لم تشمل الفرقة برعايتها كما يتوهم الأستاذ طليمات بل الغرفة هي حكومية بكل معاني الحكومية، فلولا حكوميتها هذه لما التفتنا إليها ولا أضعنا دقيقة واحدة في الكلام عنها، وجعلنا شأنها كشأن الأفلام السينمائية التي تلفقها الشركات الاستغلالية. فالواجب إذن يقضي بأن تكون أعمال هذه المنشأة الحكومية مشرفة لها، أي للأمة التي تحكمها وللقائمين عليها من ممثلين وإداريين بمعدل مائة في المائة لا أقل من ذلك أبداً، لأن الإقلال من هذا المعدل الأساسي، إنما هو انحراف عن الغاية، فكيف إذن لا يكون انتقادي هو الصدق بعينه، والحق الواجب الاستمساك به؟ وكيف أكون مغرضاً في نقدي، أو مغالطاً لقرائي، أو مناهداً للمدير الفني؟
ذكرت من الروايات الملفقة (شهرزاد) و (يوم القيامة) و (كلنا كده) و (سلك مقطوع)؛ وأضيف إلى هذه الترهات المعيبة رواية (قطر الندى) و (شارع البهلوان). فهذه الروايات الست يعترف الأستاذ طليمات بأنها مشينة، ويذكر إلى جانبها روايات (يوليوس) و (منلوف) و (مدرسة الأزواج) و (مرتفاع وذريج) و (قيس ولبنى)، ويدس معهما روايتي (قطر الندى) و (شارع البهلوان) وهي الروايات المشرفة، فإذا قلت إن ست روايات من اثنتي عشرة هي خاسرة ألا تكون كفة أعمال فرقة التمثيل هي الراجحة إلى التهريج والمتجانفة إلى الإثم باسم الحكومة وعلى حساب الشعب؟ وكيف لا أكون عادلاً في نقدي فيما ذهبت إليه في تقرير حقيقة ودفع رزية؟
إن رواية واحدة مما ذكرت تكفي لتلويث الفرقة، فكيف بها ست روايات!!!
أعذر الأستاذ طليمات إذا ذكر هذه الروايات، لأنها درت عليه وعلى الممثلين المال الكثير،