للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على قبر الزهاوي]

بعد أن وُوري التراب شيخ الشعراء وفقيد العرب وقف على قبره الدكتور عبد الوهاب عزام فنثر عليه هذه الزهرات:

اليوم يقع هذا النسر بعد طول تحليقه!

اليوم يصمت هذا البلبل بعد طول تغريده!

اليوم يظفر هذا الجواد بالجمام!

اليوم يستريح هذا الفارس من الآلام!

اليوم تسكن هذه النفس الثائرة!

اليوم تخمد هذه النائرة!

اليوم يرقد الزهاوي في قبره!

كل نفس ذائقة الموت، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وإنما الخالد من خلدته آثاره. وسيبقى شعر الزهاوي مدوِّياً بعد مماته، كما كان مدوياً في حياته، ليبعث العزائم الراقدة، ويشعل النفوس الخامدة

ستتلقى مصر والبلاد العربية نعي الزهاوي كما تلقى العراق والبلاد العربية نعي شوقي، فتتجاوب بلاد العرب بالرثاء،

وتتبادل العزاء. نسأل الله أن يعوضها في شاعر العربية خيراً

أيها الشاعر العظيم ستذهب وذكراك بيننا خالدة!

أجميلُ لا تبعد فذكرك خالد ... الذكر للإنسان عمر ثان

ثم وقف الأستاذ الشاعر معروف الرصافي فألقى هذه الأبيات:

أيها الفيلسوف قد عشت مُضْني ... مثل مَيْتٍ وصرت بالموت حيا

ما حياة العظيم إلا خلود ... بعد موت يكون للجسم طيا

سوف يبقى بين الورى لك ذكر ... ناطق بالبقاء لم يخش عِيا

أنت فرد في الفضل حياً ومَيْتا ... حزت في الحالتين ذكراً عَلِيا

سوف أبكي عليك شجوا وإني ... كنت أبكيك في الحياة شجيا

ثم تلاه السيد محمد مهدي الجواهري فألقى هذه القصيدة الباكية:

على رغم أنف الموت ذكرك خالد ... ترن بسمع الدهر منك القصائد

<<  <  ج:
ص:  >  >>