فكيف رآه الأديب (محمود) صاحب (كلمات) في (البلاغ) يوم السبت - ذما؟
وكيف يكون شاعر مصر والعرب كلهم أجمعين قد هجا شباب مصر وهو يغالي في بيتيه في مدحهم؟
إن البيت الأول يوضح الثاني، والثاني يوضح الأول، وإذا فهم البيتان جيدا استيقن أن هناك مدحا عظيما. وقد قالوا: إذا أردت إعراب بيت فافهم معناه، وإذا أردت فهم معناه فأعربه، فتعال إلى إعراب (شباب قنع لا خير فيهم)(شباب) مبتدأ و (قنع) نعت، وجملة (لا خير فيهم) خبر إلى المبتدأ.
فان قلت. قد جاءني الإشكال لأني أعربت (شباب) خبر المبتدأ محذوف تقديره هم، قيل لك: البيت الأول والشطر الثاني من البيت الثاني يظاهران إعرابنا هذا، ويثبتان إن البيت مدح، مدح كبير. . . . . .
- ٢ -
من اصعب الأشياء في الدنيا توضيح الواضح.
قلت: إن بيت شوقي مدح، وقلت ليفهم البيتان جيدا، وجئت بما جئت به. فبقى الأديب (محمود) حيث تركناه لم يتخلخل، ووجدناه يقول:(بل القول ذم، وكان معنى البيتين هو: فغالى في بنيك الصيد غالى فقد حب الغلو إلى بنينا الذين هم شباب قنع لا خير فيهم، وبورك في الشباب الطامحين).