بعد أن أثبت بارنج أن المصل المأخوذ من دم الشياه الناقهة من الدفتريا يقي الحيوانات من هذا الداء إذا هو حقن فيها، حقنه في الحيوانات المريضة فعلا لعله يشفيها فشفاها. ففعل مثل ذلك في الأطفال المرضى فكان النجاح باهراً. وبدأت المصانع تصنع هذا المصل والأطباء يستخدمونه وذاع أمره واهتز الناس له
- ٤ -
ومع هذا النجاح فقد صدرت من الناس شَكيّات، وقد صدرت منهم انتقادات. وهذا أمر طبيعي، فالعلاج الجديد لم تكن مؤكدة نتائجه كل التأكيد. فهو لم يَشْفِ من الأطفال المائة مائةً عدَّا. وكيف يُرجَى منه ذلك وهو لم يكن شفى من مائة الخنازير الغينية مائة كاملة. وكان كذلك لبعض علماء الأطباء رأي نقّاد فيه، فقد ذكروا أن الذي يحدث من الداء تحت جلد الخنزير ليس بحكم الضرورة واللزوم هو عينه الذي يحدث منه في حلوق الأطفال. وشاع أمر الحقنة، وجرى المصل في دماء الألوف من الأطفال، ولكن برغم ذلك مات بعض الأطفال من الداء شر ميتة. (ولو أن عددهم ربما كان دون الذي كان يموت قبلا). وأخذ الأطباء يتساءلون عن السبب. وفقدت آباء وأمهات آمالاً كبيرة تفتّتت بفقدها أكبادهم
وهنا عاد أميل رو إلى العمل، عاد إلى ساحة القتال يحتل مكانه في صدرها. فاكتشف اكتشافاً مجيداً: طريقة سهلة هينة يحصّن بها الخيل من سمّ الدفتريا؛ طريقةً لا يموت فيها حصان ولا يطفح على جلده منها خُرّاجات أليمة ذميمة؛ وخير من هذا أنها طريقة تأتي بالكثير الوفير من ذلك المصل الحصين وبه ذلك الترياق الغالي الثمين. وكان مصلاً قويّ