للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مسابقة الجامعة المصرية]

لطلبة ألسنه التوجيهية

للدكتور زكي مبارك

الإنجليز في بلادهم

كتب إلي أحد الزملاء يقول إنه كان ينتظر أن أكتب كلمه أنقد بها الطريقة التي اختيرت بها كتب المسابقة، وأجيب بأن هذا يعطل المشروع بعض التعطيل، وهو مع ذلك لن يغير الواقع، فلن تعدل الوزارة مشروع المسابقة في هذه ألسنه، ولن تلتفت إلى انصراف فريق من الطلبة عن بعض تلك المؤلفات، فلم يبق إلا أن نؤجل الكلام عن نقد طريقة الاختيار، وأن نمضي في هذه الدراسات إلى آخرالشوط، تحقيقاً للغرض الذي رمينا إليه وهو توجيه أولئك الطلاب.

وحديث اليوم عن كتاب (الإنجليز في بلادهم) لمعالي الأستاذ حافظ عفيفي باشا، فمن المؤلف؟ وما غرضه من تحبير تلك الفصول الطوال؟

نشر هذا الكتاب سنة ١٩٣٥. أما مواده فقد جمعت بين سنة ١٩٣١ وسنة ١٩٣٣، وكان هذا الرجل سفير المصري في لندن، فهدته فطرته السليمة إلى التفكير في تعريف المصريين بالإنجليز، (الإنجليز في بلادهم) لئلا يعترض معترض بما يضاف إلى الإنجليز خارج تلك البلاد، وكذلك كان التوفيق حليف المؤلف حتى في العنوان

لا أجد ما أقوله في حافظ عفيفي بعد الذي قلته في كتاب (الأسمار والأحاديث) ولكن يجب النص على أن حافظ عفيفي من الشخصيات الدبلوماسية التي تتجه إليها الأنظار من حين إلى حين، وكتابه عن (الإنجليز في بلادهم) صوره من صور الدبلوماسية، ولكن بمعناها الحق، لا بمعناها المألوف، فهو يريد أن نعرف الإنجليز في محاسنهم التي خلا وصفها من الترفق والتلطف، وفي مساويهم التي سلم وصفها من التزيد والافتراء.

و (دبلوماسية) حافظ عفيفي طراز جديد، لأنها تقوم على أساس التعارف الصحيح، وتنأى عن شوائب المصانعة والدهاء؛ ولهذا الطراز من الدبلوماسية عيوب، لأنه يعوق صاحبه في كثير من الأحايين، ولكن العواقب الحميدة لن تكون إلا من نصيب الدبلوماسية القائمة

<<  <  ج:
ص:  >  >>